كلماتهم ، كيف وقد نسب إلى المحقق الدواني (١) ، انه صرح بان الأعراض كالبياض والعلم وأمثالهما من مبادئ المشتقات ، تارة تلاحظ بما أنها موجودات مستقلة في الخارج في قبال وجود الجواهر ، فلا يصح حمل شيء منها على الجواهر ، وهذه مبدأ المشتقات ، وأخرى تلاحظ بما أنها من كيفيات الوجود الجوهري ومن أطواره ، فيصح الحمل ، وهذه هي المشتقات ، وقريب منه كلام غيره وعليه ، فإيراد صاحب الفصول وارد عليهم كما مر توضيحه.
وأما الثالث : فالحق أن الفرق بينهما إنما يكون في المفهوم ، ومفهوم المشتق مفهوم عند التحليل ينحل إلى ذات له المبدأ ولهذا يصح حمله ، وأما مفهوم المبدأ فهو ، ينطبق على نفس ذلك الوجود العرضي المغاير مع وجود الجوهر ولذا لا يصح حمله.
ملاك الحمل
الأمر الثالث : قال في الكفاية ملاك الحمل هو الهوهوية والاتحاد من وجه والمغايرة من وجه آخر (٢).
__________________
(١) والظاهر أنه تبنى عدم الفرق بين المشتق ومبدئه إلا في الاعتبار كما في تعليقته على شرح التجريد للقوشجي ص ٨٠. وقد نسبه إليه غير واحد عند التعرض للفرق بين المشتق والمبدأ.
(٢) كفاية الأصول ص ٥٥ ـ ٥٦.