الممكنات إلى العلة من الغرائب ، إذ الممكن مساوق للمفتقر.
مندفع : بأنا لا ندّعي وجود الممكن بذاته ونلتزم بافتقاره إلى الموجد ، الا أنا نقول : ان احتياج كل ممكن ولو كان فعلا اختيارا إلى العلة التامة ـ أي ما لا ينفك عن وجوده الفعل يحتاج إلى دليل مفقود في المقام.
ومما يؤيد ما ذكرناه انه لا عين ولا أثر في الآيات والروايات عن عليّة الله تعالى للموجودات ، واحتياج الممكن إلى العلة ، بل انما عبر فيها باحتياج الممكن إلى الموجد والخالق والصانع.
إذا عرفت هذه المقدمات ، يظهر لك أن السبب لوجود الفعل الاختياري ليس هو الشوق ، حتى تكون شبهة الجبر شبهة لا يمكن دفعها ، بل السبب هو أعمال النفس قدرتها في الفعل وأنها تامة في الأفعال الاختيارية بلا محرك آخر ، فالجواب عنها واضح.
ايرادات هذا الجواب ونقدها
وربما يورد على هذا الجواب بايرادات :
__________________
فرق بين معلول ومعلول في الحاجة إلى العلّة التامّة ، فان الإمكان مساوق للافتقار إلى العلّة ، والمعلول إذا وجد له ما يكفي في وجود المعلول به كان علّة تامّة له وإذا لم يكن كافيا في وجوده فوجود المعلول به خلف فتدبّره فانّه حقيق به.