ويتأخر المبين إلى وقت تقتضي الحكمة فيضانه فيه ، وهذه النفوس العلوية وما يشبهها يعبر عنها بكتاب المحو والاثبات ، البداء عبارة عن هذا التغير في ذلك الكتاب.
خامسها : ما اختاره المحقق المجلسي (ره) (١) وحاصله : ان المعصومين عليهمالسلام انما بالغوا في البداء ردا على اليهود الذين يقولون ان الله قد فرغ من الامر ، وعلى النظام وبعض المعتزلة القائلين ان الله خلق الموجودات دفعة واحدة والتقدم انما يقع في ظهورها ، وعلى بعض الفلاسفة القائلين بأن الله تعالى لم يؤثر حقيقة الا في العقل الأول ، وعلى آخرين منهم قالوا ان الله سبحانه أوجد جميع مخلوقاته دفعة واحدة وانما ترتبها في الازمان فقط.
فنفوا عنه كل ذلك ، واثبتوا أن الله تعالى كل يوم في شأن من اعدام شيء واحداث آخر وإماتة شخص واحياء آخر إلى غير ذلك.
وهناك أقوال أخر لا يهمنا التعرض لها.
ما هو الحق في معنى البداء
وحق القول في المقام يتوقف على بيان أمور :
الأول : لا شك في أن ما يحدث في عالم الكون بأجمعه تحت قدرة الله
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٤ ص ١٢٨ باب البداء والنسخ.