إلى
قال سيبويه : إلى منتهى لابتداء الغاية ، تقول : من كذا إلى كذا ، ويقول الرجل : إنما أنا إليك أي : أنت غايتي ، وتقول : قمت إليه فتجعله منتهاك من مكانك.
وقال غيره : تقول : سرت إلى الكوفة فجائز أن تكون بلغت إليها ولم تدخلها ، وجائز أن تدخلها ولم تجاوزها ؛ لأن إلى غاية وما بعده شيء فليس بغاية.
وجاء في القرآن على وجهين :
الأول : غاية ، كقوله تعالى : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)(١) [سورة الشورى آية : ٥٣] أي : تصير إلى حيث لا يحكم غيره.
الثاني : على ما قيل : بمعنى مع ، قال : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) [سورة النساء آية : ٢] أي : مع أموالكم كذا قيل.
والوجه أن يقال : لا تضيفوها إلى أموالكم فتأكلوها معها ولم يتح لهم أن يأكلوها مفردة وإنما هو نهي عام كما تقول : لا تشتم زيدا فيمن يشتمه ، والمعنى : لا تشتمه مشاركا في شتمه ولا منفردا به ، وأنه راجع إلى الأكل أي : أكله حوب كبير ، والحوب : الإثم والمصدر الحوب حاب يحوب حوبا ، وذكر الأكل وأراد النفقة ؛ لأن أكثر النفقة وأشهرها يكون فيما يؤكل ، وسماهم بعد البلوغ يتامى بالاسم الأول.
والأصل أن يسقط عنه اسم اليتيم عند البلوغ ، واليتم في الناس من قبل الأباء وفي البهائم من قبل الأمهات.
__________________
(١) قال الطبري : قوله جلّ ثناؤه : أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ يقول جلّ ثناؤه : ألا إلى الله أيها الناس تصير أموركم في الآخرة ، فيقضي بينكم بالعدل.
فإن قال قائل : أو ليست أمورهم في الدنيا إليه؟ قيل : هي وإن كان إليه تدبير جميع ذلك ، فإن لهم حكاما وولاة ينظرون بينهم ، وليس لهم يوم القيامة حاكم ولا سلطان غيره ، فلذلك قيل : إليه تصير الأمور هنالك وإن كانت الأمور كلها إليه وبيده قضاؤها وتدبيرها في كلّ حال. [جامع البيان : ٢١ / ٥٦١].