البأس (١)
أصله : الشدة. وفي القرآن : عذابا بئيسا ، أي : شديدا.
وأكثر ما جاء عن العرب : البأس في الحرب ، والبؤس : الشدة في المعيشة. وكذلك البأساء.
وفي القرآن : (مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ) [سورة البقرة آية : ٢١٤] ذكرهما للتوكيد ، وهما واحد ، كما قال : العدل والإحسان. هذا قول.
وأجود منه أن يقال : البأساء : الشدة في الحرب ، والضراء : الشدة في المعيشة ، والعدل : الإنصاف في الحكم والإحسان في ذلك ، وفي غيره من الأفعال الحسنة.
وقوله تعالى : (فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) [سورة هود آية : ٣٦ ، وسورة يوسف آية : ٦٩] أي : لا تغتم. والابتئاس : حزن في استكانة.
والبأس في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : العذاب ، قال تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) [سورة المؤمن آية : ٨٤] أي : عذابنا ، وقال : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا) [سورة الأنبياء آية : ١٢] وقال : (فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ) [سورة غافر آية : ٢٩].
الثاني : الحرب ، قال الله في البقرة : (وَحِينَ الْبَأْسِ) [سورة البقرة آية : ١٧٧] يعني : الحرب.
__________________
(١) [بأس] : البأس : الحرب ، رجل بئيس ؛ قد بؤس بآسة : وهو الشّجاع. والبأساء : اسم للحرب ، والمشقّة ، والفقر. [المحيط في اللغة : بأس].
الفرق بين البأس والخوف : أن البأس يجري على العدة من السلاح وغيرها ونحوه قوله تعالى"(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ)" ويستعمل في موضع الخوف مجازا فيقال لا بأس عليك ولا بأس في هذا الفعل أي لا كراهة فيه [الفروق اللغوية : ١ / ٨٩].