الجناح (١)
أصله الميل ، ومنه قيل : جنحت السفينة ، أي : مالت ، وقال تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) [سورة الأنفال آية : ٦١] ، وسمي الإثم جناحا ، لأنه ميل إلى هوى النفس ، وجنح الليل حين يميل ، وقيل : حين تميل الشمس للمغيب ، ومنه جناح الطائر ، لأنهما في جانبيه ما يلين عن سواء جنبك.
والجناح في القرآن على وجهين :
الأول : الإثم ، قال الله : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ) [سورة البقرة آية : ٢٣٥] ، أي : لا إثم عليكم في التعريض للمرأة المعتدة ترغبون في نكاحها ، إذا خرجت من العدة ، فأما التصريح بذلك ، فهو إثم.
الثاني : الضرر ، هو قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها) [سورة البقرة آية : ٢٨٢] ، أي : إذا تبايعتم بالنقد فلا ضرر عليكم في ترك الكتاب والإشهاد ، فإن قيل أن قوله : لا جناح عليكم في ترك ذلك في الحاضر ، دليل على أن عليه جناح في تركه في النساء ، قلنا : أراد بالجناح الضرر على ما ذكرنا ، ولم يرد الإثم ، ولو أراد الإثم لكان قوله : (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) [سورة البقرة آية : ٢٨٣] ، رخصة في تركه.
__________________
(١) (ج ن ح): (جنح) جنوحا مال واجتنح مثله وفي التّنزيل (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) (وفي حديث) عليّ رضي الله عنه فجاء شيخ كبير قد (اجتنح) بدنه أي مال إلى الأرض معتمدا بكفّيه على ركبتيه من ضعفه (وعن) أبي هريرة (أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بالتّجنّح في الصّلاة فشكا ناس إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الضّعف فأمرهم أن يستعينوا بالرّكب) قيل التّجنّح والاجتناح هو أن يعتمد على راحتيه في السّجود مجافيا لذراعيه غير مفترشهما. [المغرب : الجيم مع النون]