الجهاد (١)
الجهاد اسم إسلامي لم يعرف في الجاهلية ، وهو قتال المشركين خاصة (٢).
وأصله من الجهد ، وهو استفراغ الطاقة في الأمر ، وهو جهد وجهد لغتان ، ويقال : الجهد الطاقة نفسها ، وبلغ الرجل جهده ومجهوده ، إذا بلغ أقصى قوته.
والأرض الجهاد اليابسة لأن الرجل لا يحفرها إلا إذا بلغ مجهوده ، والمجهود والجهد سواء ، مثل : العقل والمعقول.
وجاهدت العدو إذا استفرغت قوتك في دفعه ، والمفاعلة تكون من اثنين إلا في حرف جاءت نوادر منها طالبت الحاجة ، وحاولت الشيء ، وسافرت في الأرض.
والجهاد في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : الجهاد بالقول ، قال الله تعالى : (وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) [سورة الفرقان آية : ٥٢] ، وهذه الآية مكية نزلت قبل الأمر بالكتاب.
وهذا دليل على أنه أراد بها الجهاد بالقول ، فيها دلالة على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلزم على حسب الطاقة ، يقول : (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ) [سورة الفرقان آية : ٥٢] ، أي : تترك طاعتك لهم فيما يريدونه من مقاربتك إياهم جهادا كبيرا.
والجهاد هو بذل المجهود في الشيء ، وترك التقصير فيه ، : (وَجاهِدْهُمْ بِهِ) [سورة الفرقان آية : ٥٢] ، أي : بالقرآن الذي افتتح به أول السورة ، والأول أجود.
__________________
(١) (ج ه د): (جهده) حمّله فوق طاقته من باب منع (ومنه) قول عمر رضي الله عنه في المؤذّن يجهد نفسه وقول سعد أو رجل يجهد أن يحمل سلاحه من الضّعف على حذف المفعول وتقديره يجهد نفسه أي يكلّفها مشقّة في حمل السّلاح وأجهد لغة قليلة والجهد والجهود المشقّة ورجل مجهود ذو جهد واجتهد رأيه والجهاد مصدر جاهدت العدوّ إذا قابلته في تحمّل الجهد أو بذل كلّ منكما جهده أي طاقته في دفع صاحبه ثمّ غلب في الإسلام على قتال الكفّار ونحوه. [المغرب : الجيم مع الهاء]
(٢) قال الجرجاني : الجهاد : هو الدعاء إلى الدين الحق. [التعريفات : ١ / ٢٦]