الحسن
على ثلاثة أوجه :
الأول : قوله عزوجل : (قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)(١) [سورة البقرة آية : ٨٣] ، وهي قراءة أي : حقا كذا قيل ، ويجوز أن يكون المراد أن قولوا لهم قولا حسنا ، وهو أولى ؛ لأنه على مقتضى اللفظ.
الثاني : بمعنى المحتسب ، وقال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) [سورة البقرة آية : ٢٤٥] ، أي : محتسبا كذا قيل ، ويجوز أن يقال : أن القرض الحسن هو للبر والصدقة التي لا منّ فيها ، وسمي ذلك قرضا ؛ لأنه يقرض من المال أي : يقطع منه ، والقرض القطع ، ويجوز أن يكون سماه قرضا ؛ لأنه يرد عليه جزاؤه ، فكأنه رد عليه بعينه كالقرض يرد على المقرض.
الثالث : الجنة ، قال الله : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً) [سورة القصص آية : ٦١] ، يعني : الجنة ، ويجوز أن يكون حسنا أي : حسن المسموع.
__________________
(١) قال الشوكاني : معنى قوله : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) أي : قولوا لهم قولا حسنا ، فهو صفة مصدر محذوف ، وهو : مصدر كبشرى. وقرأ حمزة ، والكسائي : «حسنا» بفتح الحاء ، والسين ، وكذلك قرأ زيد بن ثابت ، وابن مسعود. قال الأخفش هما بمعنى واحد ، مثل البخل ، والبخل ، والرّشد ، والرّشد ، وحكى الأخفش أيضا : «حسنى» بغير تنوين على فعلى. قال النحاس : وهذا لا يجوز في العربية ، لا يقال من هذا شيء إلا بالألف ، واللام نحو الفضلى ، والكبرى ، والحسنى ، وهذا قول سيبويه. وقرأ عيسى ، بن عمر : «حسنا» بضمتين : والظاهر أن هذا القول الذي أمرهم الله به لا يختص بنوع معين ، بل كل ما صدق عليه أنه حسن شرعا كان من جملة ما يصدق عليه هذا الأمر ، وقد قيل : إن ذلك هو : كلمة التوحيد. [فتح القدير : ١ / ١٢٣]