الحق (١)
الحق : العقد على المعنى على ما هو به ، ويدعوا إليه الحكمة ، والحق في الدين ما شهد به الدليل على الثقة فيما طريقه العلم والقوة فيما طريقه غالب الظن.
والحق أعم من الأصلح ، لأن الأصلح حق وإلا دون في الصلاح حق ، ومعنى الحق وقوع الشيء في موقعه.
والصلاح : استقامة الشيء على مقدار ، وأصله من الثبات ، ويقول : تحققت الشيء ، أي : ثبت عندي ، وهذا حقك ؛ لأنه قد ثبت لك ملكه ، والحق من الإبل الذي يثبت للعمل.
والحق خلاف الباطل ؛ لأنه يثبت ، والحق في أسماء الله تعالى بمعنى أنه الدائم الثابت الملك غير زائل السلطان ، وأنا أحق بكذا ، أي : هو أثبت لي ، وفي القرآن : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ) [سورة يونس آية : ٣٥] ، وقال : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ) [سورة الأنعام آية : ٨١].
وفسر الحق في القرآن على عشرة أوجه :
__________________
(١) [حق] : الحقّ نقيض الباطل. حقّ الشيء يحقّ حقّا أي وجب وجوبا. وتقول : يحقّ عليك أنّ تفعل كذا ، وأنت حقيق على أن تفعله. وحقيق فعيل في موضع مفعول.
وقول الله ـ عزوجل ـ : "(حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ)" معناه محقوق كما تقول : واجب. وكلّ مفعول ردّ إلى فعيل فمذكّره ومؤنّته بغير الهاء ، وتقول للمرأة : أنت حقيقة لذلك ، وأنت محقوقة أن تفظعلي ذلك ، قال الأعشى :
لمحقوقة أن تستجيبي لصوته |
|
وأن تعلمي أنّ المعان موفّق |
والحقّة من الحقّ كأنّها أوجب وأخصّ. تقول : هذه حقّتي أي حقّي.
قال : وحقّه ليست بقول الترّهة.
والحقيقة : ما يصير إليه حقّ الأمر ووجوبه. وبلغت حقيقة هذا : أي يقين شأنه. وفي الحديث : " لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى لا يعيب على مسلم بعيب هو فيه".
وحقيقة الرجل : ما لزمه الدفاع عنه من أهل بيته ، والجميع حقائق.
وتقول : أحقّ الرجل إذا قال حقّا وادّعى حقّا فوجب له وحقّق ، كقولك : صدّق وقال هذا هو الحقّ. [العين : ١ / ١٢٦]