حين (١)
الحين يقع على كل شيء من الأوقات قصير وطويل ، ويكون محدود أو غير محدود ، وأصله من القرب ، ومنه حان الشيء إذا قرب ، والحائن الذي قرب أجله ، والاسم الحين.
والحين في القرآن على أربعة أوجه :
الأول : السنة ، قال : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) [سورة إبراهيم آية : ٢٥] ، أي : كل سنة ، هذا قول بعض الفقهاء ، وإليه ذهب مقاتل.
وذهب الكوفيون إلى أن الحين هنا ستة أشهر ، وهو من أوان الطلع إلى وقت الضرام ، قالوا : فمن حلف لا يكلم فلانا حينا ، فهو ستة أشهر ، لأنه قد علم أنه لم يرد أقصر الأوقات ومعلوم أنه لم يرد أربعين سنة ؛ لأن من أراد ذلك حلف على التأييد دون التوقيت ثم كان قوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) [سورة إبراهيم آية : ٢٥] ، لما اختلف السلف فيه كان أقصر الأوقات فيه ستة أشهر أولها أوان الطلع وآخرها وقت الضرام ، وهو أولى من اعتبار السنة ؛ لأن وقت الثمرة لا يمتد سنة ، بل ينقطع حتى لا يكون منه شيء ، وأما الشهران فلا معنى لاعتبارهما إذ قد علم أن الزمان بين ضرام النخل ، وبين ظهور الطلع أكثر من شهرين فلما بطل اعتبار السنة واعتبار الشهرين ثبت اعتبار السنة إلا شهر.
الثاني : منتهى الآجال ، قال الله : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) [سورة البقرة آية : ٣٦] ، وقال : (وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) [سورة يونس آية : ٩٨].
__________________
(١) [حين] : الحين : الهلاك ، حان يحين ، وحيّنه الله فتحيّن. والحائنة : النّازلة ذات الحين ، والجميع : الحوائن. والحين : وقت من الزّمان ، حان يحين حينونة ، ويجمع على الأحيان ؛ ثمّ على الأحايين ، وحيّنته : جعلت له حينا. والحين : يوم القيامة. والتّحيين : أن تعمل عملا في حين واحد.
وحيّن الضّيفان وأحيونا : أطعموا في اليوم واللّيلة مرّة. وحينئذ : تبعيد قولك الآن. والتّحيين : أن تحلب النّاقة في اليوم مرّة. ومتى حينة ناقتك : أي وقتها الذي تحلب فيه ، وكذلك حلابها بالرّطل. والحينة ـ بالفتح ـ الوجبة. وبلغ محيان ذاك : أي جاء حينه. والحائن : الأحمق ، وامرأة حائنة. [المحيط في اللغة : حين]