حتى
حتى بمعنى الغاية تقارب إلى ، وهي من عوامل الأسماء خاصة ؛ فإذا وقع بعده الفعل أضمرت بينهما أن ، فتكون أن مع الفعل اسما ، كقولك : أسير حتي تمنعني ، ويرتفع بعدها الفعل أيضا ؛ وإن ارتفع فهو خبر لمحذوف ، وذلك قولك : مرض حتى تمر به الطائر فترحمه ، كأنه قال : حتى أنه هذه حالة ، ويكون أيضا بمعنى كم فينصب ، كقولك : أطع الله حتى يدخلك الجنة ، ويرتفع الفعل بعده ، فيقول : سرت حتى أدخلها ؛ أي : كان مني سير فدخول ، أي : أنا في حالة دخول اتصل به سير ونحوه ، فإن المبدئ رحلة فركوب.
ولها في الرفع موضع آخر ، وهو قولك مرض حتى لا يرجونه ، أي : هو الآن كذلك ، ويقع الاسم بعدها مرفوعا ومنصوبا ومجرورا ، تقول : ضربت القوم حتى زيد وقدم القوم حتى المشاة ، وأكلت السمكة حتى رأسها ، وينشد :
ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله |
|
والزّاد حتّى نعله ألقاها |
نصبوا نعله وخفضوها ورفعوها فمن نصب جعلها بمنزلة الواو على قولك : ضربت زيدا وعمرا كلمته.
ومن رفع فعلى قولك : ضربت زيدا وعمرو كلمته ، ومن خفضها فعلى قولك : غاية بمنزلة ، أي : إلى أن أنتهي إلى نعله.
وكذلك القول في أكلت السمكة حتى رأسها ، ورأسها ، ورأسها ، والكلام فيه يطول.
وحتى في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : بمعنى إلى ، قال تعالى : (تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) [سورة الذاريات آية : ٤٣] ، أي : إلى حين ، وقال : (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) [سورة المؤمنون آية : ٥٤] أي : إلى حين ، وقال : (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [سورة القدر آية : ٥].
الثاني : بمعنى فلما ، وذلك إذا وقعت مع إذا ، قال تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) [سورة يوسف آية : ١١٠] ، وقال : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) [سورة