الباب السابع
فيما جاء من الوجوه والنظائر وفي أوله خاء
الخزي (١)
العيب التي تظهر فضيحته ويلزم الاستحياء منه ، ومن ثم سمي الحياء خزاية ، يقال :
خزى يخزي خزيا من العيب ، وخزى يخزي خزاية من الاستحياء ثم كثر حتى استعمل في الهوان ، فيقال : خزى الرجل ، إذا هان وذل.
وهو في القرآن على أربعة أوجه :
الأول : بمعنى القتل والجلاء ، قال الله : (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ) [سورة البقرة آية : ٨٥] ، وإنما سمي خزيا لما فيهما من الهوان يعني : قتل قريظة ، وجلاء النضير ، وقال تعالى : (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) [سورة البقرة آية : ١١٤ ، المائدة ٤١] ، وفي الحج : (لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) [سورة الحج آية : ٩] ، يعني : القتل يوم بدر هكذا جاء في التفسير ، ويجوز أن يكون الخزي في هذه الآيات الهوان والذل يلحق العاصين في الدنيا.
الثاني : العذاب ، قال الله : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) [سورة هود آية : ٦٦] ، يعني : العذاب لا غير ، وجاء في تفسير قوله : (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) [سورة الشعراء آية : ٨٧] ، وقوله : (وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ)
__________________
(١) [خزى] : الخزي : السّوء ، خزي يخزى خزيا. وأقامه على خزية ومخزاة.
والخزاية : شدّة الاستحياء. ورجل خزيان ، وامرأة خزيا ، والجميع الخزايا. وخازاني فخزيته وكرهت أن أخزيه : أي غالبته فغلبته. وأصابتنا خزية : أي خصلة يستحيا منها. [المحيط في اللغة : خزى].
الفرق بين الخزي والذل : أن الخزي ذل مع إفتضاح وقيل هو الانقماع لقبح الفعل ، والخزاية الاستحياء ، لانه إنقماع عن الشئ لما فيه من العيب قال إبن درستويه : الخزي الاقامة على السوء خزي يخزي خزيا وإذا إستحيا من سوء فعله أو فعل به قيل خزي يخزي خزاية لانهما في معنى واحد وليس ذلك بشئ لان الاقامة على السوء والاستحياء من السوء ليسا بمعنى واحد. [الفروق اللغوية : ١ / ٢١٥]