الخلق (١)
أصله التقدير ، وكل مقدر مخلوق ، وفي كلام بعضهم لا أخلق إلا فريت ولا أعد إلا وفيت ، وأختلق الكلام إذا زوره وقدره ، ورجل مختلق ، حسن القامة ، قد قدر تقديرا جميلا وشيء أخلق أملس لأنه أحسن تقديرا من الأخشن.
والخليقة خليقة الإنسان ، وهو خليق لهذا أي : شبيه ، وامرأة خليقة ذات جسم وخلق ، وقد خلقت خلاقة ، وليس له خلاق ، أي : نصيب ، وثوب خلق وأخلاق وخليقا الجبهة مستواها ، ولا نعرف الخلق في أفعال الإنسان إلا في الأديم ، ولا يجوز إطلاق اسم الخالق في غير تقييد إلا لله تعالى.
والخلق في القرآن على ستة أوجه :
الأول : الدين ، قال : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) [سورة الروم آية : ٣٠] ، أي : لدينه ، والشاهد ذلك قوله : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [سورة الروم آية : ٣٠] ، واللفظ خبر ، والمعنى أمر ، أي : لا تبدلوا دين الله ، وقال : (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) [سورة النساء آية : ١١٩] ، معناه أنهم يغيرون دين الله.
لأن الله خلق الخلق على الفطرة ، فمن كفر فقد غير ما خلق له ، وهو مثل قوله : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) [سورة الروم آية : ٣٠] ، أي : لدينه ، ويجوز أن يقال : أن الدين سمي خلقا ؛ لأن الله قدره وبينه ، ويجوز أن يقال أنه دخل في قوله : (فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) [سورة النساء آية : ١١٩] ، جميع ما حرموه مما أحل الله أو أحلوه مما حرم الله ، ألا ترى إلى قوله : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) [سورة الروم آية : ٢١] ، ثم
__________________
(١) [خلق] : الخليفة : الخلق ، والخليقة : الطيبعة. والجميع : الخلائق ، والخلائق : نقر في الصفا.
والخليقة : الخلق والخالق : الصانع ، وخلقت الأديم : قدرته.
وإن هذا لمخلقة للخير ، أي : جدير به ، وقد خلق لهذا الأمر فهو خليق له ، أي : جدير به.
وإنه لخليقّ لذاك ، أي : شبيه ، وما أخلقه ، أي : ما أشبهه.
وامرأة خليقة : ذات جسم وخلق ، وقد يقال : رجل خليق ، أي : تم خلقه ، وخلقت المرأة خلاقة. أي : تم خلقها وحسن. [العين : خلق]