الخطأ (١)
يقال : أخطأ الرجل إذا عمد الصواب ، فأصاب غيره ، وخطئ يخطأ إذا فعل الخطأ على عمد ، والاسم من الأول الخطأ ، ومن الثاني الخطى ، وفي القرآن : (كانَ خِطْأً كَبِيراً) [سورة الإسراء آية : ٣١] ، وعند كثير من أهل اللغة أن الخطأ والخطى سواء.
والإخطاء يكون حسنا وقبيحا ، وذلك أن الإنسان إذا رمي في محظور ، فعمد الإخطاء ، كان ذلك حسنا ، وكذلك الإصابة يقع حسنه وقبيحه كالإنسان يصيب في المحظور ، فتكون إصابته قبيحة ، ولا يكون الصواب إلا حسنا ؛ لأن الصواب اسم لما وقع على وجهه وحقه ، والخطى أكثر في القراءة.
والخطأ أفشى في كلام الناس ، ولم يجيء الخطى في شيء من الشعر ، إلا في بيت واحد وهو قول الشاعر :
الخطأ فاحشة والبرّ نافلة |
|
كعجوة غرست في الأرض تؤتبر |
وقال أبو عبيدة : خطئت وأخطأت لغتان.
فمن قال : خطئت جعل الخطأ مصدرا ، والخطئ اسما.
ومن قال : أخطأت جعل الخطأ والخطئ اسمين ، والأخطاء المصدر.
وقال المبرد : الخطأ اسم مفرد كالإثم ، والخطيئة الذنب.
قال أبو عبيدة : يكون الخطأ ما لم تتعمد ، وليس هذا موضعه ، يعني : الآية التي في بني إسرائيل ، وأنشد :
وإنّ مهاجرين تكنّفاه غدا |
|
تئذ لقد خطئا وحابا |
__________________
(١) قال الجرجاني : الخطأ : هو ما ليس للإنسان فيه قصد ، وهو عذر صالح لسقوط حق الله تعالى إذا حصل عن اجتهاد ، ويصير شبهة في العقوبة حتى لا يؤثم الخاطئ ، ولا يؤاخذ بحد ولا قصاص ، ولم يجعل عذرا في حق العباد حتى وجب عليه ضمان العدوان ، ووجبت به الدية ، كما إذا رمى شخصا ظنه صيدا أو حربيا ، فإذا هو مسلم ، أو غرضا فأصاب آدميا ، وما جرى مجراه ، كنائم ثم انقلب على رجل فقتله. [التعريفات : الخطأ]