الخبيث (١)
أصل الخبث الدنس والرداءة ، ومنه خبث الحديد وخبث الفضة ما ينفى منها ؛ لأنه يفسدها ويدنسها ، وتستعمل في الدهاء ، فيقال : خبيث إذا كان داهيا ، ويستعمل في المعصية والحرام ، وإن ذلك كله مما يدنس العرض والدين ، ورجل خبيث : رديء المذهب ، والمخبث الذي له أصحاب خبثاء.
والخبثة الفجور ، والأخبثان الرجيع والبول ، في الحديث" لا يصلي أحدكم وهو يدافع الأخبثين" (٢).
وقوله تعالى : (وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً) [سورة الأعراف آية : ٥٨] ، أي : الذي رد ولا يكون إلا قليلا ، والنكد القليل ، وهو العسر أيضا ؛ لأن خير العسر قليل.
وهو في القرآن على وجهين :
الأول : الحرام ، قال الله : (لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) [سورة المائدة آية : ١٠٠] ، يعني : الحلال والحرام ، معناه أن الخبيث وإن كثر فأعجب ، فإن الطيب خير منه في العافية ، وإن قل.
__________________
(١) (خ ب ث) : خبث الشّيء خبثا من باب قرب خلاف طاب والاسم الخباثة فهو خبيث والأنثى خبيثة ويطلق الخبيث على الحرام كالزّنا وعلى الرّديء المستكره طعمه أو ريحه كالثّوم والبصل ومنه الخبائث وهي الّتي كانت العرب تستخبثها مثل : الحيّة والعقرب قال تعالى : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) أي لا تخرجوا الرّديء في الصّدقة عن الجيّد والأخبثان البول والغائط وشيء خبيث أي نجس وجمع الخبيث خبث بضمّتين مثل : بريد وبرد وخبثاء وأخباث مثل : شرفاء وأشراف وخبثة أيضا مثل : ضعيف وضعفة ولا يكاد يوجد لهما ثالث وجمع الخبيثة خبائث وأعوذ بك من الخبث والخبائث بضمّ الباء والإسكان جائز على لغة تميم وسيأتي في الخاتمة قيل من ذكران الشّياطين وإناثهم وقيل من الكفر والمعاصي وخبث الرّجل بالمرأة يخبث من باب قتل زنى بها فهو خبيث وهي خبيثة وأخبث بالألف صار ذا خبث وشرّ. [المصباح المنير : الخاء مع الباء]
(٢) أخرجه ابن حبان من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها (٢٠٧٤) ، والبيهقي في السنن الكبرى ج ٣ / ٧١ ، والسنن الصغرى (٤٨٣) ، وأبو يعلى في مسنده (٤٨٠٤) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (٨٠١٥) ، وله شاهد من حديث ابن عباس في مسند الربيع بن حبيب (٢٩٨).