الدعاء (١)
أصله الطلب ، يقول : دعا إلى الشيء ، أي : طلب المصير إليه ، وادعى على فلان حقا ؛ لأنه يطلبه.
والدعوة إلى الطعام معروفة ، ثم كثر حتى سمي الطعام دعوة ، وسمي بالمصدر من قولك : دعا دعوة واحدة ، والدعوة في النسب ؛ لأنه طلب الدخول فيه.
والدعاء أيضا الاستعانة ، لأنها طلب الإعانة ، قال الله عزوجل : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) [سورة البقرة آية : ٢٣] ، أي : استعينوهم ، قال الشاعر :
وقبلك كلّ خصم قد تمالوا |
|
عليّ فما جزعت ولا دعوت |
أي : ما استعنت غيري على دفعهم.
وكل ما وقع لأجله الفعل فهو داع إليه إلا أن يقع على غير الاختيار ، كالمتولد الذي يقع سببه عن سهو.
والدعاء في القرآن على خمسة أوجه :
الأول : القول ، قال الله : (فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا) [سورة الأعراف آية : ٥] ، وقال : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) [سورة الأنبياء آية : ١٥] ، أي : ما زالت تلك الكلمة دعواهم ، أي : يدعونها ، وهو قوله : (قالُوا يا وَيْلَنا) [سورة
__________________
(١) (د ع و) : دعوت الله أدعوه دعاء ابتهلت إليه بالسّؤال ورغبت فيما عنده من الخير ودعوت زيدا ناديته وطلبت إقباله ودعا المؤذّن النّاس إلى الصّلاة فهو داعي الله والجمع دعاة وداعون مثل : قاض وقضاة وقاضون والنّبيّ داعي الخلق إلى التّوحيد ودعوت الولد زيدا وبزيد إذا سمّيته بهذا الاسم والدّعوة بالكسر في النّسبة يقال دعوته بابن زيد وقال الأزهريّ الدّعوة بالكسر ادّعاء الولد الدّعيّ غير أبيه يقال هو دعيّ بيّن الدّعوة بالكسر إذا كان يدّعي إلى غير أبيه أو يدّعيه غير أبيه فهو بمعنى فاعل من الأوّل وبمعنى مفعول من الثّاني والدّعوى والدّعاوة بالفتح والادّعاء مثل : ذلك وعن الكسائيّ لي في القوم دعوة بالكسر أي قرابة وإخاء والدّعوة بالفتح في الطّعام اسم من دعوت النّاس إذا طلبتهم ليأكلوا عندك يقال نحن في دعوة فلان ومدعاته ودعائه بمعنى قال أبو عبيد وهذا كلام أكثر العرب إلّا عديّ الرّباب فإنّهم يعكسون ويجعلون الفتح في النّسب والكسر في الطّعام ودعوى فلان كذا أي قوله. [المصباح المنير : الدال مع العين]