الباب الحادي عشر
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله زاي
الزخرف (١)
أصله الذهب ، ثم استعمل في التزيين ، فيقال : زخرفت البيت إذا زينته ، وزخرفت القول إذا زورته وحسنته ، وسميت أنوار الربيع زخارف ؛ لأنها تزين الأرض.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : الذهب ، قال الله : (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ) [سورة الزخرف آية : ٣٥] ، وقال : (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) [سورة : آية ٩٣] ، يعني : الذهب.
الثاني : الزينة والحسن ، قال الله : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها) ، [سورة يونس آية : ٢٤] ، يعني : حسنها وزينتها.
الثالث : تزوير القول حتى يشبه كذبه صدقا وغروره حقا ، قال تعالى : (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) [سورة آية : ١١٢] ، والمعنى أن بعضهم يزين لبعض الأعمال القبيحة ، وغرورا منصوب على المصدر ومحمول على المعنى ، كأنه قال : يغرون غرورا.
__________________
(١) الزخرف الزينة ، بيت مزخرف ، وتزخرف الرجل. وقيل الزخرف الذهب. والزخارف : ما يزخرف من السفن. وهي ـ أيضا ـ : دويبّات تطير على الماء مثل الذباب. [المحيط في اللغة : ١ / ٣٨٤]