الباب الثاني عشر
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله سين
سواء (١)
أصل السواء من التماثل ، ومنه قيل للمثل السيء ، وهما سيئان أي : مثلان ، وسواء لا يجمع ؛ لأنه في مذهب الفعل فإن احتجت إلى جمعه قلت : أسوئة ، وقال بعضهم : جمع سواسية على غير قياس ، وهو غلط لأن سواء يستعمل في الخير والشر ، وسواسية لا يستعمل إلا في الشر ، وهذا دليل على أنه حرف برأسيه ، وهو جمع لا واحد له من لفظه.
وسواء في القرآن على خمسة أوجه :
الأول : العدل ، قال الله : (إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) [سورة آل عمران آية : ٦٤] ، أي : عدل ، وهو قوله : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) [سورة محمد آية : ١٩ ، الصافات : ٣٥] ، وقوله : (سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [سورة فصلت آية : ١٠] ، أي : عدل لمن يطلب الرزق.
ومعنى ذلك أنه خلق الأرض والماء وجعل فيهما قوت الخلق بالعدل ، لأنه رزق كلا منهم على قدر ما علم أنه صلاح له ، وقيل : (سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [سورة فصلت آية : ١٠] ، أي : لمن سأل في كم خلقت الأرض ، وما فيها؟ ، فقيل : خلقت الأرض في أربعة أيام سواء لا زيادة ولا نقصان جوابا لمن سأل.
__________________
(١) (س وي): (سوّى) المعوجّ فاستوى في الحديث قدم زيد بشيرا بفتح بدر حين (سوّينا) على رقيّة رضي الله عنها يعني : دفنّاها وسوّينا تراب القبر عليها وقوله (ولمّا استوت) به راحلته على البيداء أي علت بها أو قامت مستوية على قوائمها وغلام (سويّ) مستوي الخلق لا داء به ولا عيب وقوله تعالى (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) أي على طريق مستو بأن تظهر لهم نبذ العهد ولا تحاربهم وهم على توهّم بقاء العهد أو على استواء في العلم بنقض العهد أو في العداوة (وهم سواسية) في هذا أي سواء وهما (سيّان) أي مثلان (ومنه) رواية يحيى بن معين إنّما بنو هاشم وبنو عبد المطّلب (سيّ) واحد وفيه نظر وإنّما المشهور شيء واحد. [المغرب : ٣ / ١١٥]