السعي (١)
أصله السرعة في المشي ، ثم استعمل في غيره ، فيقال : سعى الرجل سعاية ، إذا ولي الصدقة ، والساعي إلى السلطان لسرعته ، لأن الساعي حنق على المسعي به ؛ فهو سريع إلى إلحاق الضرر به ، والمساعاة الزنا بالإماء خاصة.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : المشي ، قال الله : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) [سورة الجمعة آية : ٩] ، لم يرد سرعة المشي ؛ وإنما أراد صدق القيام في أمر الصلاة ، وتقوية العزم عليه ، والمستحب أن المشي إلى الجمعة مشيا رويدا لا سرعة فيه ولا بطء ، وقال : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) [سورة الصافات آية : ١٠٢] ، يعني : المشي ، يقال : أراد المعاونة على أمره ونحوه قولهم : فلان يسعى في حوائج أهله ، أي : يعينهم فيها.
الثاني : العمل ، قال : (فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) [سورة الإسراء آية : ١٩] ، وقوله : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) [سورة النجم آية : ٣٩] ، أي : ما عمل ، وحقيقته جزاء ما عمل.
وقال : (وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ) [سورة الإسراء آية : ١٩] ، أي : عملها ، وقال : (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) [سورة الليل آية : ٤] ، أي : عملكم مختلف ، وأصل الشتت التفرق.
وقال : (سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) [سورة الحج آية : ٥١] ، أي : سابقين جادين في الصرف عن آياتنا ، وقال : مغالبين.
__________________
(١) (س ع ي) : سعى الرّجل على الصّدقة يسعى سعيا عمل في أخذها من أربابها وسعى في مشيه هرول وسعى إلى الصّلاة ذهب إليها على أيّ وجه كان وأصل السّعي التّصرّف في كلّ عمل وعليه قوله تعالى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) أي إلّا ما عمل وسعى على القوم ولي عليهم وسعى به إلى الوالي وشى به وسعى المكاتب في فكّ رقبته سعاية وهو اكتساب المال ليتخلّص به واستسعيته في قيمته طلبت منه السّعي والفاعل ساع وإذا أطلق السّاعي انصرف إلى عامل الصّدقة والجمع سعاة. [المصباح المنير : السين مع العين]