السبيل (١)
تذكر وتؤنث ، وأصلها من الامتداد ، ومنه قيل للمطر بين السماء والأرض سبل ، لامتداده من السحاب إلى الأرض ، وأسبلت الستر إذا أرخيته فامتد من علو إلى سفل ، والسبيل في القرآن على ثلاثة عشر وجها :
الأول : الطاعة ، قال الله : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) [سورة البقرة آية : ١٩٥] ، أي : في طاعته.
الثاني : البلاغ ، قال : (مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [سورة آل عمران آية : ٩٧] ، أي : بلاغا ، والمراد بالاستطاعة هاهنا وجدان النفقة ، وصحة البدن ، ورفع الموانع ، وتمام الوقت.
الثالث : المخرج ، قال الله : (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) [سورة الإسراء آية : ٤٨] ، وقال الله : (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) ، [سورة النساء آية : ١٥] ، وكان الله فرض أن يحصن الزاني ، وهو قوله : (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ) [سورة النساء آية : ١٥] ، فلما نزل :
__________________
(١) (س ب ل :) (السّبيل) يذكّر ويؤنّث والمراد به في حديث عبادة رضي الله عنه خذوا عنّي خذوا عنّي فقد جعل الله لهنّ سبيلا ما في قوله تعالى (حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) وذلك أنّ تخليدهنّ في الحبس كان عقوبتهنّ في بدء الإسلام ثمّ نسخ بالجلد والرّجم يقال للمسافر ابن السّبيل لملازمته إيّاه والمراد به في الآية المسافر المنقطع عن ماله «والسابلة» المختلفة في الطّرقات في حوائجهم عن عليّ بن عيسى وإنّما أنّثت على تأويل الجماعة بطريق النّسب «وسبل» الثّمرة جعلها في سبل الخير «والسبل» بفتحتين غشاء يغطّي البصر وكأنّه من إسبال السّتر وهو إرساله. [المغرب : السين مع الباء]
والسين والباء واللام أصل واحد يدلّ على إرسال شيء من علو إلى سفل ، وعلى امتداد شيء.
فالأوّل من قيلك : أسبلت السّتر ، وأسبلت السّحابة ماءها وبمائها.
والسّبل : المطر الجود. وسبال الإنسان من هذا ، لأنّه شعر منسدل.
وقولهم لأعالي الدّلو أسبال ، من هذا ، كأنّها شبّهت بالذي ذكرناه من الإنسان. قال :
إذ أرسلوني ماتحا بدلائهم |
|
فملأتها علقا إلى أسبالها |
والممتدّ طولا : السّبيل ، وهو الطّريق ، سمّي بذلك لامتداده. والسّابلة : المختلفة في السّبل جائية وذاهبة.
وسمّي السّنبل سنبلا لامتداده. يقال أسبل الزّرع ، إذا خرج سنبله.
قال أبو عبيد : سبل الزّرع وسنبله سواء. وقد سبل وأسبل. ينظر معجم مقاييس اللغة (س ب ل).