الصلاح (١)
الصلاح نفع يلتئم به الأمور ، والإصلاح تقويم العمل على ما ينفع بدلا مما يضر ؛ والفساد ضر تضطرب به الأمور ، والإفساد تقويم العمل على ما يضر بدلا مما ينفع.
وأما القبح فهو المنكر في النفس من جهة زجر العقل ، والفرق بين فساد التفاحة بتعينها وفساد الإنسان بخطيئته ؛ أن أحدهما تزجر عنه الحكمة ، والآخر لا تزجر عنه على أنه قد حدث ما ينافي في المنفعة به.
والصلاح في القرآن على سبعة أوجه قالوا :
الأول : الإيمان ؛ قال الله عزوجل : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ) [سورة الرعد آية : ٢٣] ، قال : (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) [سورة النور آية : ٣٢] ، يعني : المؤمنين ، وقال تعالى : (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) [سورة النمل آية : ١٩].
الثاني : المنزلة الرضية ؛ قال الله : (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ) [سورة يوسف آية : ٩] ، قال بعض أهل التفسير : تصلح منزلتنا عند أبينا ، ومثله : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة النحل آية : ١٢٢] ، أي : في المنزلة الرضية عند الله. ويجوز أن يكون المراد إنا نتوب فيما بعد ونكون من الصلحاء ، وقيل : الصلاح في قوله : (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) [سورة النور آية : ٣٢] ، العفة وليس أن من لم تكن عفيفة لا تزوج ؛ وإنما أراد الحث على الصلاح.
__________________
(١) (ص ل ح): (الصّلاح) خلاف الفساد وصلح الشّيء من باب طلب وقد جاء في باب قرب صلاحا وصلوحا وأصلحه غيره (ومنه) علك مصلح أي معمول معجون والجيم خطأ وإنّما عدّي بإلى في قوله دابّة أنفق عليها وأصلح إليها على تضمين معنى أحسن (والصّلح) اسم بمعنى المصالحة والتّصالح خلاف المخاصمة والتّخاصم وقول عليّ رضي الله عنه لو لا أنّه صلح لرددته أي مصالح فيه أو مأخوذ بطريق الصّلح ولا صلح في (ع م) (وقوله) كانت تستر صلحا في ت س (وقوله) فإنّ اصطلاح ذلك ودواءه على المرتهن الصّواب فإنّ إصلاح ذلك. [المغرب : الصاد مع اللام]