الصراط (١)
هو في العربية الطريق الواضح السهل ، يذكر ويؤنث ، مثل : الطريق ، والسبيل ولم نسمع له بجمع ، والقياس : أصرطة ، وسرط ، وأصل الصاد فيه سين ؛ من قولهم : سرطت الطعام ؛ إذا أسرعت بلعه ، وذلك أن السراط : ممر الحلق ، والمسرط : البلعوم ؛ لسرعة مرور الطعام فيه.
وسمي الفالوذ سرطراطا ؛ لسرعته وسهولته في الحلق ، وسيف سراطي سريع القطع ، سمي الطريق القاصد السهل سراطا ؛ لسرعة المشاة فيه ؛ لسهولته لا يمنعه من ذلك شيء ، وجعل السين صادا لموافقة الصاد الطاء.
وهو في القرآن على وجهين :
الأول : الطريق ؛ قال الله : (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ) [سورة الأعراف آية : ٨٦] ، ومثله : (فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) [سورة الصافات آية : ٢٣].
الثاني : الدين ؛ قال الله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة الفاتحة آية : ٦] يعني : الدين المستقيم ؛ فجعله صراطا على التمثيل ، ومثله : (وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً) [سورة الأنعام آية : ١٢٦].
والمستقيم : القاصد ، والاستقامة : الاستمرار في جهة واحدة ؛ فإذا كان في الدين فالاستمرار على طريق الحق.
__________________
(١) الفرق بين الصراط والطريق السبيل : أن الصراط هو الطريق السهل قال الشاعر :
خشونا أرضهم بالخيل حتى |
|
تركناهم أذل من الصراط |
وهو من الذل خلاف الصعوبة وليس من الذل خلاف العز ، والطريق لا يقتضي السهولة ، والسبيل إسم يقع على ما يقع عليه الطريق وعلى ما لا يقع عليه الطريق تقول سبيل الله وطريق الله وتقول سبيلك أن تفعل كذا ولا تقول طريقك أن تفعل به ويراد به سبيل ما يقصده فيضاف إلى القاصد ويراد به القصد وهو كالمحبة في بابه والطريق كالارادة. [الفروق اللغوية : ١ / ٣١٣]