الباب السادس عشر
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله طاء
الطهارة (١)
أصل الطهارة في اللغة : البعد ، يقال : طهرت الشيء وطهرته ؛ إذا أبعدته ، وسمي الطهور طهورا لأنه يبعد الفاحشة عن الجسد وغيره.
والطهور اسم ما يتطهر به ، والطهور اسم الفعل على القياس دون السماع ، والمسموع للطهر والطهارة.
والطهارة في الشريعة : اسم يقع على معان كثيرة ، منها : الصلاة ، والزكاة ، والبر ؛ كلها طهارة ؛ يعني : أنها تطهر من الذنوب ، وقوله : (إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [سورة النمل آية : ٥٦] يطلبون إطهار النساء ولا يأتون الرجال ، أو يأتوهن في قبل الطهر يطلبون النجاسة على ما كانت العرب تدعي من ذلك.
والطهارة في القرآن على عشرة أوجه :
الأول : طهارة المرأة من دم الحيض ؛ قال الله : (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) [سورة البقرة آية : ٢٢٢].
__________________
(١) (ط ه ر): (الطّهارة) مصدر طهر الشّيء وطهر خلاف نجس (والطّهر) خلاف الحيض (والتّطهّر) الاغتسال يقال طهرت إذا انقطع عنها الدّم وتطهّرت واطّهّرت اغتسلت (وقوله) (خذي فرصة ممسّكة فتطهّري بها) أي امسحي بها أثر الدّم من تطهّر إذا تنزّه عن الأقذار وبالغ في تطهير النّفس وفي التّنزيل (رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) قيل أريد الاستنجاء (والطّهور) بالفتح مصدر بمعنى التّطهّر يقال تطهّرت طهورا حسنا و (منه) (مفتاح الصّلاة الطّهور) (وطهور) إناء أحدكم وحتّى يضع الطّهور موضعه واسم لما يتطهّر به كالسّحور والفطور وصفة في قوله تعالى (ماءً طَهُوراً) وما حكي عن ثعلب إنّ الطّهور ما كان طاهرا في نفسه مطهّرا لغيره إن كان هذا زيادة بيان لنهايته في الطّهارة فصواب حسن وإلّا فليس فعول من التّفعيل في شيء وقياس هذا على ما هو مشتقّ من الأفعال المتعدّية كقطوع ومنوع غير سديد (والطّهرة) اسم من التّطهير و (المطهرة) الإداوة وكذا كلّ إناء يتطهّر به وفتح الميم لغة. [المغرب : الطاء مع الهاء].