الطاغوت (١)
كل ما عبد من دون الله وهو طاغوت ، والطاغوت أيضا الشيطان وهو من طغى يطغوا ، مثل : الملكوت من ملك يملك ، وقيل : هو أعجمي ، مثل : جالوت ، وطالوت ، وهو واحد وجمع.
وجاء في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : الشيطان ؛ قال الله : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) [سورة البقرة آية : ٢٥٦] قالوا : هو الشيطان ، ويجوز أن يكون الأوثان والذي لا شك فيه أنه الشيطان ، قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) [سورة النساء آية : ٧٦] لأنه قال بعد ذلك : (فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ) [سورة النساء آية : ٧٦](٢).
الثاني : الأوثان ؛ قال الله : (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [سورة النحل آية : ٣٦] وهو يذكر ويؤنث ، والتأنيث قوله : (الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) [سورة الزمر آية : ١٧] ، والتذكير قوله : (وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) [سورة النساء آية : ٦٠].
الثالث : قوله : (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) [سورة النساء آية : ٦٠] جاء في التفسير أنه أراد كعب بن الأشرف ، وقيل : الكاهن.
__________________
(١) (ط غ ي) : طغا طغوا من باب قال وطغي طغى من باب تعب ومن باب نفع لغة أيضا فيقال طغيت.
وفي التّهذيب ما يوافقه قال الطّاغوت تاؤها زائدة وهي مشتقّة من طغا والطّاغوت يذكّر ويؤنّث والاسم الطّغيان وهو مجاوزة الحدّ وكلّ شيء جاوز المقدار والحدّ في العصيان فهو طاغ وأطغيته جعلته طاغيا وطغا السّيل ارتفع حتّى جاوز الحدّ في الكثرة. [المصباح المنير : الطاء مع الغين].
(٢) قال ابن الجوزي : الطاغوت ؛ فهو اسم مأخوذ من الطغيان ، وهو مجاوزة الحد ، قال ابن قتيبة : الطاغوت : واحد ، وجمع ، ومذكر ، ومؤنث. قال الله تعالى : (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) وقال : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها)[الزمر : ١٧]. والمراد بالطاغوت هاهنا خمسة أقوال. أحدها : أنه الشيطان ، قاله عمر ، وابن عباس ، ومجاهد ، والشعبي ، والسدي ، ومقاتل في آخرين. والثاني : أنه الكاهن ، قاله سعيد بن جبير ، وأبو العالية. والثالث : أنه الساحر ، قاله محمد بن سيرين. والرابع : أنه الأصنام ، قاله اليزيدي ، والزجاج. والخامس : أنه مردة أهل الكتاب ، ذكره الزجاج أيضا. [زاد المسير : ١ / ٢٦٢].