الطيبات (١)
أصل الياء في الطيب واو ، ومن ثم قيل للقادم : أوبة ، وطوبة ، وقيل : طوبى له ، وقيل : شيء طيب للزوم الطيب له ، كما قيل : ضيق ، وميت ، وسيد ، وما كان الصفة فيه عارضة ، قيل : فاعل ، كما قيل : ضائق.
وهي في القرآن على ستة أوجه :
الأول : الحلال ؛ قال تعالى : (وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) [سورة الأعراف آية : ٣٢] ، وقال : (كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً) [سورة المؤمنون آية : ٥١] ، وقال : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) [سورة المائدة آية : ٥] يعني : أن الطيبات أحلت لهم عند كمال الدين.
وذلك أنه قد أمنهم عند نزول هذه الآية أن ينسخ شيئا مما أحل لهم ، واليوم هو الذي أنزل فيه هذه الآية ، ويجوز أن يكون بمعنى الوقت ، ويجوز أن تكون الطيبات الأرزاق التي جعلها الله للناس ، ومنع بالنهي عن منازعتهم فيها ، وإنما سمي الحلال طيبا لطيبه في العاقبة.
__________________
(١) (ط ي ب) : الطّيب) خلاف الخبث في المعنيين يقال شيء طيّب أي طاهر نظيف أو مستلذّ طعما وريحا وخبيث أي نجس أو كريه الطّعم والرّائحة قال الله تعالى (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) أي طاهرا عن الزّجّاج وغيره (ومنه) (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ) يعني الأرض الغدّة الكريمة التّربة والّذي خبث الأرض السّبخة الّتي لا تنبت ما ينتفع به وقوله تعالى (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) يعني المستلذّات من المآكل والمشارب وقوله تعالى (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) يعني كلّ شيء نجس كالدّم والميتة ونحوهما (وفي الحديث) (من أكل من هذه الشّجرة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا) قيل هي الكرّاث والثّوم والبصل هذا أصلهما ثمّ جعلا عبارتين عمّا يقارب ذلك من الحلّ والحرمة والفساد والجودة والرّداءة قال الله تعالى (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) أي ما حلّ لكم وقال الله عزوجل (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) أي من جياد مكسوباتكم أو من حلالها وفي ضدّه : " ولا تيمّموا الخبيث" أي الرّديء أو الحرام يعني لا تقصدوا مثله فتصدّقوا به وقوله تعالى (لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) عامّ في حلال المال وحرامه وصالح العمل وطالحه وصحيح المذاهب وفاسدها وجيّد النّاس ورديّهم. [المغرب : الطاء مع الياء].