الطمس (١)
أصله ذهاب الأثر ؛ طريق طامس : لا علم فيه ، كتاب مطموس : ممحو ، وجبل طامس : لا طريق إليه ؛ قال جميل :
الا يتكما أعلام بثينة قد بدت |
|
كأنّ ذراها عممت بسبيب |
طوامس لي من دونهنّ عداوة |
|
ولي من وراد الطّامسات حبيب |
بعيد على من ليس يطلب حاجة |
|
وأمّا على ذي حاجة فقريب |
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : بمعنى القلب ؛ قال الله : (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) [سورة النساء آية : ٤٧] أي : نقلبها فنجعلها إلى ما يلي أدبارها.
وقوله : (فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) تفسير لطمسها ، وتصديق هذا قوله : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) [سورة الانشقاق آية : ١٠] لأن الوجوه إذا قلبت أقفاء كان أصحابها يعطون الكتب وراء ظهورهم.
الثاني : ذهاب البركات ؛ قال : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ) [سورة يونس آية : ٨٨] أي : اذهب ببركتها ومنفعتها وخذهم بالقحط ، (وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ) [سورة يونس آية : ٨٨] أي : حبب إليهم أوطانهم حتى لا يغار قومها لطلب الأرزاق فيموتوا هزلا وجوعا هكذا قيل.
__________________
(١) [طمس] : طمس : لغة في طسم ، أي : درس إلّا أنّه أعمّ.
وطمس النجم : ذهب ضوؤه ، والقمر مثله.
وخرق طامس ، وجبل طامس : لا نبات فيه ولا مسلك.
والطّمس الآية التاسعة من آيات موسى ـ عليهالسلام ـ حين طمس الله ـ تعالى ـ بدعوته على أموال فرعون فصارت حجارة. [العين : طمس].