العدل (١)
أصل العدل ؛ الاستقامة ، عدل الرجل إذا استقام حكمه ولم يمل ، وقيل : العدلان لأن كل واحد منهما يستقيم بالآخر ، والعدل المثل ؛ كان المثلين يستقيمان في الشبه أو الصفة ، والعدل لا يستعمل إلا في المدح ؛ لأن رجلا لو سوى بين رجلين في الظلم ، لم يقال : أنه عدل أو هو عادل ، وإذا قسم رئيس القوم السرقة بينهم بالتسوية لم يقل أنه عدل ؛ وسمي الله عدلا من أجل أن أفعاله تقع على طريقة مستقيمة ، والعدل : الفدية يرجع إلى هذا.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : المثل ؛ قال الله : (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) [سورة المائدة آية : ٩٥] أي : مثله ، قالوا : والعدل أيضا المثل ، ويجوز أن يكون سمي العدلان عدلين ؛ لأنهما مثلان ، والعدل والعدل : المثل من الجنس ، ومن غير الجنس ، كما أن المثل هو من الجنس وغير الجنس وليس العديل مثل ذلك ؛ لأن العدل أعم من العديل ، وما كان أعم فإنه أخص بالنكرة فهو للجنس وغير الجنس ، تقول : عمرو عدل زيد وعديله ، وعمرو عدل الأسد ، ولا يقال : عديل الأسد.
الثاني : الفدية ؛ قال الله : (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) [سورة البقرة آية : ٤٨] أي : فدية ؛ وهو ما يكون بدل الشيء.
الثالث : خلاف الجور ؛ قال الله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) [سورة النحل آية : ٩٠] والإحسان داخل في العدل ، والعدل داخل في الإحسان ، ومع هذا فإن
__________________
(١) (ع د ل) : العدل القصد في الأمور وهو خلاف الجور يقال عدل في أمره عدلا من باب ضرب وعدل على القوم عدلا أيضا ومعدلة بكسر الدّال وفتحها وعدل عن الطّريق عدولا مال عنه وانصرف وعدل عدلا من باب تعب جار وظلم وعدل الشّيء بالكسر مثله من جنسه أو مقداره قال ابن فارس والعدل الّذي يعادل في الوزن والقدر وعدله بالفتح ما يقوم مقامه من غير جنسه ومنه قوله تعالى (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) وهو مصدر في الأصل يقال عدلت هذا بهذا عدلا من باب ضرب إذا جعلته مثله قائما مقامه قال تعالى (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) وهو أيضا الفدية قال تعالى (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها) وقال عليه الصّلاة والسّلام «لا يقبل منه صرف ولا عدل» والتّعادل التّساوي وعدّلته تعديلا فاعتدل سوّيته فاستوى ومنه. [المصباح المنير : العين مع الدال].