هو البعث ، والأول أجود عندي ؛ لأن البعث ليس يعيب مع شهرة أمره ومع ما يدل عليه من العقل والسمع.
الثاني : ما غاب عن الأبصار ؛ قال تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) أي : ما غاب وما حضر.
الثالث : الوحي ؛ قال الله : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) [سورة التكوير آية : ٢٤] أي : ما هو على الوحي بمتهم ، والظنين المظنون ، وظننت في هذا يتعدى إلى مفعول واحد ، ظننته أي : أتهمته.
__________________
ـ باب عطف التفصيل على الجملة ، وهو جائز كما في قوله : (وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ)[البقرة : ٩٨] وعن الثاني : أنه لا نزاع في أنا نؤمن بالأشياء الغائبة عنا ، فكان ذلك التخصيص لازما على الوجهين جميعا. فإن قيل أفتقولون : العبد يعلم الغيب أم لا؟ قلنا قد بينا أن الغيب ينقسم إلى ما عليه دليل وإلى ما لا دليل عليه أما الذي لا دليل عليه فهو سبحانه وتعالى العالم به لا غيره ، وأما الذي عليه دليل فلا يمتنع أن تقول : نعلم من الغيب ما لنا عليه دليل ، ويفيد الكلام فلا يلتبس ، وعلى هذا الوجه قال العلماء : الاستدلال بالشاهد على الغائب أحد أقسام الأدلة. وعن الثالث : لا نسلم أن لفظ الغيبة لا يستعمل إلا فيما يجوز عليه الحضور ، والدليل على ذلك أن المتكلمين يقولون هذا من باب إلحاق الغائب بالشاهد. ويريدون بالغائب ذات الله تعالى وصفاته والله أعلم. [مفاتيح الغيب : ١ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦].