الفرح (١)
انفتاح القلب بما يلتذ ، وقيل : هو لذة في القلب أعظم من ملاذ الحواس ، ورجل فرح إذا جعلته كالنسبة ، وفارح إذا بليته على القلب وفرحان ، وامرأة فرحانة ، وأفرحني الشيء ميزني ، وأفرحني إذا فرحني ، وهو من الأضداد ، وفي الحديث" لا يترك مفرح في الإسلام" (٢) ، فسروه المثقل بالتبن ، وقيل : مفرج بالجيم أيضا.
والفرح في القرآن ثلاثة أوجه :
الأول : البطر ، قال الله : (لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [سورة القصص آية : ٧٦] ، ومثله : (إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [سورة هود آية : ١٠] ، ونظيره : (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ) [سورة غافر آية : ٧٥] ، أي : تبطرون ، ولم يرد الفرح المباح مثل الفرح بالولد ، وسعة الرزق ، والزوجة الحسناء ، ونظائر هذا.
الثاني : الرضى ، قال الله : (وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا) [سورة الرعد آية : ٢٦] ، أي : رضوا بها ، ومثله : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [سورة المؤمنون آية : ٥٣] ، أي : راضون ، وقال : (فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) [سورة غافر آية : ٨٣] ، أي : رضوا كذا.
قال بعض المفسرين ، ويجوز عندنا أن يكون أراد الفرح المعروف ، بل هو الصحيح ، ولا يجوز أن يعدل عما يقتضيه الظاهر إلا لضرورة.
__________________
(١) (ف ر ح) : فرح فرحا فهو فرح وفرحان ويستعمل في معان أحدها الأشر والبطر وعليه قوله تعالى (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) والثّاني الرّضا وعليه قوله تعالى (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) والثّالث السّرور وعليه قوله تعالى (فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) ويقال فرح بشجاعته ونعمة الله عليه وبمصيبة عدوّه فهذا الفرح لذّة القلب بنيل ما يشتهي ويتعدّى بالهمزة والتّضعيف. [المصباح المنير : الفاء مع الراء].
(٢) أخرجه ابن سعد مرسلا في الطبقات الكبرى من حديث عامر الشعبي ج ١ / ٢٣٨ ، وأخرجه ابن حجر في المطالب العالية (١٤٤٢) ، والبوصيري في إتحاف الخيرة (٣٩٤٦).