الباب الحادي والعشرون
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله قاف
قانتون (١)
القنوت : على وجوه أحدها الطاعة والآخر القيام في الصلاة ، وقيل يا رسول الله صلى الله عليه : أي : الصلاة أفضل؟ قال : " طول القنوت" (٢) ، أي : طول القيام ، وهو الدعاء وهو الطلب أيضا ، قال زيد ابن أرقم : كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) [سورة البقرة آية : ٢٣٨] فأمسكنا.
وهي في القرآن على أربعة أوجه :
الأول : السكوت ، وهو قوله تعالى : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) [سورة البقرة آية : ٢٣٨] ، وقيل : يعني : مطيعين والأول قول مجاهد ، وقال غيره : أي : دائمين على الطاعة والقنوت الدائم على الشيء ، وقال ابن عباس ، والحسن ، وعامر : هو للطلب ، وقال ابن عمر : طول القيام ، وقيل : هو الدعاء من قيام ، والداعي إذا كان قائما قانتا ، ويجوز أن يقع في جميع الطاعات لأنها لم تكن قياما على الرجلين فإنها قيام بالشيء نية وعملا ، والقنوت في كثير من آيات القرآن يدل على أنه إتمام الطاعة والصبر عليها ، قال الله : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) [سورة الزمر آية : ٩] ، وقال : (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) [سورة الأحزاب آية : ٣١] ، قال : (فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ) [سورة النساء آية : ٣٤] يريد صبرهن على أزواجهن وقيامهن بطاعة الله.
__________________
(١) (ق ن ت) : القنوت مصدر من باب قعد الدّعاء ويطلق على القيام في الصّلاة ومنه قوله «أفضل الصلاة طول القنوت» ودعاء القنوت أي دعاء القيام ويسمّى السّكوت في الصّلاة قنوتا ومنه قوله تعالى (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ). [المصباح المنير : القاف مع النون].
(٢) أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد الله (٧٥٧) ، والترمذي (٣٨٧) ، وابن ماجه (١٤٢١) ، وأحمد في مسنده (١٣٨٢١) ، وابن خزيمة في صحيحه (١٠٩١).