الثاني : الأقرار ، قال الله : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) [سورة البقرة آية : ١٦١] ، أي : مقرون بالعبودية كذا قيل ، ويجوز أن يكون بمعنى دوام الطاعة ، والمراد أن جميع ما في السماوات والأرض يشهد بربوبيته ، فكأنه يديم طاعته ، وفسر أيضا قوله : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) [سورة البقرة آية : ٢٣٨] ، على أنه أراد مقربين.
الثالث : الصلاة ، قال الله : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) [سورة الزمر آية : ٩] ، وروى عنه صلّى الله عليه أنه قال : " مثل المجاهد مثل القانت الصائم" (١) ، أي : المصلي الصائم كذا قيل ، ويجوز أن يكون على الوجه الذي تقدم.
الرابع : الطاعة ، قال الله : (وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ) [سورة الأحزاب آية : ٣٥] ، ومثله : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً) [سورة النحل آية : ١٢٠] ، أي : مطيعا كذا جاء في التفسير ، وهو وجه.
__________________
(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة ، أخرجه البخاري (٢٧٨٧) ، ومسلم (١٨٨١) ، والترمذي (١٦١٩) ، والنسائي (٣١٢٤) ، وأحمد في مسنده (٩١٩٧) ، ومالك في الموطأ برواية يحيى الليثي (٩٧٣).