الباب الثاني والعشرون
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله كاف
الكتب (١)
أصل الكتب الجمع ، والكتيبة العسكر الذي قد تكتب ، أي : تجمع ، وقيل : هي الذي اجتمع فيها ما تحتاج إليه للحرب ، وكتبت البغلة جمعت بين أشعرها بحلقة ، والكتبة الخرزة لأنها تجمع من طرفي الأديم ، وسمي الكتاب كتابا ؛ لأنه جمع الحروف والمعاني ، والكتب أيضا الخلق ، قال الهذلي :
كتب البياض لها وثور لونها |
|
فعيونها حتى الحواجب سود |
أي خلقن بيضا وعيونها وحواجبها سود ، ولما كان في خلقها بياض وسواد عبر عن ذلك بالكتب تشبيها ، ويقولون : كتب الله عليكم السلامة ، أي : خلقها لكم.
__________________
(١) (ك ت ب): (كتبه) كتبة وكتابا وكتابة وقوله وإذا كانت السّرقة صحفا ليس فيها كتاب أي مكتوب (وفي حديث أنيس) واحكم بكتاب الله أي بما فرض الله من كتب عليه كذا إذا أوجبه وفرضه (ومنه) الصّلاة المكتوبة وأمّا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى» فقيل المراد قوله تعالى (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) إلى أن قال ومواليكم فيه أنّه نسبهم إلى مواليهم كما نسبهم إلى آبائهم فلمّا لم يجز التّحوّل عن الآباء لم يجز عن الأولياء ويجوز أن يراد بكتاب الله قضاؤه وحكمه على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّ الولاء لمن أعتق (وأكتب الغلام وكتّبه) علّمه الكتاب (ومنه) سلّم غلامه إلى مكتب أي إلى معلّم الخطّ روي بالتّخفيف والتّشديد (وأمّا المكتب) والكتّاب فمكان التّعليم وقيل الكتّاب الصّبيان (وكاتب) عبده مكاتبة وكتابا قال له حرّرتك يدا في الحال ورقبة عند أداء المال (ومنه) قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) وقد يسمّى بدل الكتابة مكاتبة وأمّا الكتابة في معناها فلم أجدها إلّا في الأساس وكذا تكاتب العبد إذا صار مكاتبا ومدار التّركيب على الجمع (ومنه كتب النّعل والقربة) خرزها (والكتب الخرز) الواحدة كتبة (ومنه كتب البغلة) إذا جمع بين شفرتيها بحلقة (والكتيبة) الطّائفة من الجيش مجتمعة (وبها سمّي) أحد حصون خيبر (وقولهم) سمّي هذا العقد مكاتبة لأنّه ضمّ حرّيّة اليد إلى حرّيّة الرّقبة أو لأنّه جمع بين نجمين فصاعدا ضعيف جدّا وإنّما الصّواب أنّ كلّا منهما كتب على نفسه أمرا هذا الوفاء وهذا الأداء. [المغرب : الكاف مع التاء].