كان
أصلها الحدوث ، كان الشيء إذا أحدث فهو كائن ، ثم كثر حتى وقع موقع صار ، وموقع لم تزل وموقع هو وغير ذلك مما يذكره.
وذلك على ما حكى أهل التفسير ، وقال النحويون : كان لا يتعدى ، ومعناه حدوث الشيء ، أي : خلق ، فهو في أنه غير متعد بمنزلة قام ؛ فلما احتج إلى ذكر المضي في المبتدأ أو الخبر ، أدخلت كان على قوله : زيد قائم ، فقيل : كان زيد قائما.
والمعنى زيد قائم فيما مضى ، فرفع بها المبتدأ أو نصب الخبر ، كما قيل : ضرب زيد عمرا ؛ فإن أردت في المبتدأ والخبر الاستقبال قلت : يكون ومن أخواته ليس ، وهو ينفى به الحديث ولا ينفى به إلا ما في الحال دون المستقبل والماضي ، وهو موضوع للعبارة عن هذه الجملة.
وما دام وهما كلمتان ويعبر بذلك عن المبتدأ والخبر أيضا إذا كان له دوام ، ويرفع به الاسم ويتصرف معموله كما يتصرف معمول كان ، إلا أن ما لا يجوز أن يقدم عليه المعمول ؛ لأن المعمول هو في الصلة ، والصلة لا تقدم على الموصول. ولكن تقدم بعض الصلة على بعض ، تقول : لا أكلمك ما دام زيد قائما ، وما قائما دام زيد وما زال ، وهما كلمتان إلا أن ما حرف نفي هاهنا وليس باسم ، وما في قولك ما دام اسم مبهم ناقص ودام صلته ، وهو فعل وزال فعل منفي بما ، ومعناه ضد دام.
فلما دخلت عليه ما النافية صار بمعنى دام ؛ لأن نفي النفي إيجاب ، وتقول في المستقبل يزال ويزول ، وأما أصبح وأمسى وظل وبات فإنهن أفعال بمنزلة كان في العبارة عن بعض ، وفي أنها في الأصل غير متعدية إلا أن لكل واحد منها زيادة على ليست للآخر ؛ فأصبح يدل على وقت خاص وهو الصباح ، وأمسى تدل على وقت خاص وهو المساء ، وظل يدل على المكث في النهار ، وبات تدل على المكث بالليل.
وكان في القرآن على أربعة أوجه فيما قيل قالوا :