الكريم (١)
أصل الكرم الشرف والفضل ، ومنه سمي الكرم لفضله على غيره من الشجر ، والكرم أيضا قلادة معروفة تشبه خرزها بورق الكرم ، ثم جاء الكرم بمعنى العز ، قالوا : هو أكرم علينا ، أي : أعز ، وتسمية الله تعالى بأنه كريم يعني : أنه عزيز من صفات ذاته ، وقد يكون أيضا بمعنى الجواد المفضال ، فيكون من صفات فعله.
والكريم وما يتصرف منه في القرآن على سبعة أوجه :
الأول : أن يكون بمعنى الأفضل ، قال الله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) [سورة الحجرات آية : ١٣] ، وفي قوله : (كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) [سورة الإسراء آية : ٧٠] ، أي : فضلناهم على غيرهم من الحيوان ، وقال حكاية عن إبليس : (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ) [سورة الإسراء آية : ٦٢] ، أي : فضلت ، وقال : (إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ) [سورة الفجر آية : ١٥] ، أي : فضله.
الثاني : الشرف ، قال الله : (وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) [سورة النساء آية : ٣١] ، أي : شريفا قرئ ندخلكم من أدخل ، وما كان من أفعل فإنه يجيء فيه مفعل ، وقرئ مدخلا ، وهو من دخل مدخلا ، وكذلك قوله : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ) [سورة الدخان آية : ٥١] ، إذا جعلته من قام فتحته ، وإذا جعلته من أقام ضممته ، ويجوز أن يكون المدخل موضع الإدخال ، والمراد به الجنة ، كما قال تعالى : (أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً) [سورة المؤمنون آية : ٢٩].
الثالث : الصفوح ، قال الله : (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [سورة النمل آية : ٤٠].
__________________
(١) (ك ر م) : كرم الشّيء كرما نفس وعزّ فهو كريم والجمع كرام وكرماء والأنثى كريمة وجمعها كريمات وكرائم وكرائم الأموال نفائسها وخيارها وأكرمته إكراما واسم المفعول مكرم على الباب وبه سمّي الرّجل ومنه مكرم من بني جعونة كان الحجّاج بعث معه عسكرا فأقام بالعسكر على قرية بالأهواز وأحدث بها البنيان وعمرها فنسبت إليه وقيل لها عسكر مكرم وهي قريبة من تستر على نحو ثمانية فراسخ وبها العقارب المشهورة بسرعة القتل بلدغها. [المصباح المنير : الكاف مع الراء].