الباب الثالث والعشرون
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله لام
اللباس (١)
اللباس واللبس : ما يلبس واللبس المصدر ، وسمي الخلط لبسا لأن وجه الصواب مستمر معه ، وأصل اللبس الستر ، واللبوس مثل اللباس ، قال الشاعر :
لبوسا ومطعما
وجاء في القرآن بمعنى الدرع ، وهو قوله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ) [سورة الأنبياء آية : ٨٠].
واللباس في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : قوله : (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ) [سورة البقرة آية : ١٨٧] ، جاء في التفسير أنهن سكن لكم ، وأنتم سكن لهن ، وقيل : معناه أن الرجل والمرأة يتضامان فيصير كل واحد منهما بمنزلة اللباس للآخر ، ومن الأول قوله : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) [سورة النبأ آية : ١٠] ، أي : سكنا.
الثاني : الثبات ، قال الله : (أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ) [سورة الأعراف آية : ٢٦] ، ومعنى قوله : (أَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ) [سورة البقرة آية : ٢٦] ، أعطيناكم ، كما قال : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) [سورة الحديد آية : ٢٦] ، والحديد إنما يستتار من الأرض ، وعبر عن الإعطاء بالإنزال ، كما يعبر عن الجعل بالرفع ، فتقول : رفعنا أمرنا إلى الوالي ، وقيل : إنما قال : (أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً) [سورة الأعراف آية : ٢٦] ، لأن أصول اللباس ينبت كماء السماء ، وقيل : بذرة كان من السماء.
__________________
(١) (ل ب س) : لبست الثّوب من باب تعب لبسا بضمّ اللّام واللّبس بالكسر واللّباس ما يلبس ولباس الكعبة والهودج كذلك وجمع اللّباس لبس مثل كتاب وكتب ويعدّى بالهمزة إلى مفعول ثان فيقال ألبسته الثّوب والملبس بفتح الميم والباء مثل اللّباس وجمعه ملابس. [المصباح المنير : اللام مع الباء].