أي : من جهة السماء من جبال يعني : السحاب ، وهو شبيه الجبال فجعلها جبالا على التشبيه ، كما تقول للشديد المقدام : أنه لأسد ، أي : كالأسد ، وقال فيها : (مِنْ بَرَدٍ) [سورة النور آية : ٤٣] من هنا للتبعيض ، وذلك أن ما أنفع من البرد في هذا الوقت غير ما يقع في الوقت الآخر ، كما يقع في هذا الوقت هو بعض البرد.
وقال المبرد : أراد من جبال في السماء وتلك الجبال من البرد وإلى نحو من ذلك ، ذهب أبو علي رحمهالله.
وقال الزجاج : أراد من جبال برد ، كما يقال : خاتم في يدي من حديد ، والمعنى خاتم حديد في يدي ، والوجه هو الذي قلناه ، وقيل أيضا : من الأولى لابتداء الغاية ؛ لأن ابتداء الإنزال من السماء ، والثانية للتبعيض ؛ لأن البرد بعض الجبال التي في السماء ، والثالثة لتبيين الجنس إذا كان جنس تلك الجبال البرد.