المشي (١)
أصله من الزيادة والمشاء النماء ، والمشي الإسهال ؛ لأنه زيادة عن الحاجة ، ومشى بفلان مشيا ومشوا ، وهو الدواء المسهل ، وقيل للماشية ماشية ؛ لأن الغالب على حركتها المشي دون العدو.
والمشي في القرآن على أربعة أوجه :
الأول : مجيئه بمعنى المضي ، قال : (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) [سورة البقرة آية : ٢٠] ، أي : مضوا.
الثاني : بمعنى المرور ، قال الله : (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) [سورة طه آية : ١٢٨] ، أي : يمرون على قرائهم وترونها خرابا بعد إن كانت عامرة.
الثالث : السير ، قال الله : (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) [سورة الملك آية : ١٥] ، أي : سيروا ، وهذه المعاني كلها متقاربة ، يجوز أن يقع بعضها مقام بعض.
الرابع : النماء ، قال الله : (امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) [سورة ص آية : ٦] ، قال معناه : أنموا ، قال الشاعر :
مثلي لا يحسن قولا فعفع |
|
والشاة لا تمشي مع الهملع |
__________________
(١) (م ش ي): (المشي) السّير على القدم سريعا كان أو غير سريع والسّعي العدو ومنه «(إذا آتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون)» واستمشى أي شرب مشوّا أو مشيا وهو الدّواء الّذي يسهّل (وقوله) وكذلك إذا دخل المخرج أو جامع أو استمشى قالوا الاستمشاء كناية عن التّغوّط وهو وإن كان متوجّها إلّا أنّ رواية من روى استمنى أوجه (ومشت المرأة مشاء) كثر أولادها وناقة ماشية كثيرة الأولاد (ومنه) الماشية والمواشي على التّفاؤل وهي الإبل والبقر والغنم الّتي تكون للنّسل والقنية. [المغرب : الميم مع الشين].