المرض (١)
أصله من الضعف ، ومنه قيل : امرأة مريضة الألحاظ والنظر أي : ضعيفها ، وسمي المرض مرضا ؛ لأنه يضعف الجسم ، ومنه قيل : مرض في القول إذا ضعف قوله ، والتمريض القيام على المريض.
والمرض في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : الغم ، في قوله : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) [سورة البقرة آية : ١٠] ، أي : غما بما يرزقه من التأييد حالا بعد حال ، وسمي الغم في القلب مرضا تشبيها بمرض الحسد ، لأنه يغيره عن حاله.
الثاني : النفاق ، قال الله : (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [سورة الأحزاب آية : ٣٢] ، أي : نفاق وشك.
الثالث : المرض المعروف ، قال الله : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [سورة البقرة آية : ١٨٤] ، أراد فمن كان كذلك وأفطر عليه فصاعدة الأيام التي أفطر فيها ، فحذف أفطر ، كما قال : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) [سورة البقرة آية : ١٩٦] ، يريد فمن كان كذلك محلق فعليه فدية ، وقال : (وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) [سورة النور آية : ٦١].
__________________
(١) (م ر ض) : مرض الحيوان مرضا من باب تعب والمرض حالة خارجة عن الطّبع ضارّة بالفعل ويعلم من هذا أنّ الآلام والأورام أعراض عن المرض.
وقال ابن فارس : المرض كلّ ما خرج به الإنسان عن حدّ الصّحّة من علّة أو نفاق أو تقصير في أمر ومرض مرضا لغة قليلة الاستعمال قال الأصمعيّ قرأت على أبي عمرو بن العلاء في قلوبهم مرض فقال لي مرض يا غلام أي بالسّكون والفاعل من الأولى مريض وجمعه مرضى ومن الثّانية مارض قال ليس بمهزول ولا بمارض ويعدّى بالهمزة فيقال أمرضه الله ومرّضته تمريضا تكفّلت بمداواته. [المصباح المنير : الميم مع الراء].