المحصنات (١)
أصل الكلمة من المنع ، ومنه الحصن لمنعه لما فيه ، وامرأة حصان لمنعها فرجها وفرس حصان لامتناع فارسيه به ، والعرب تسمى الخيل حصونا به ، قال الأشقر :
ولقد علمت على توقي الردى |
|
إن الحصون الخيل لا مدر القري |
وأوصى بعضهم بمال في الحصون فجعل في الخيل ، وقال الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) [سورة النور آية : ٤] ، والإحصان على ضربين :
__________________
(١) (ح ص ن): (الحصن) بالضّمّ العفّة وكذا الإحصان وأصل التّركيب يدلّ على معنى المنع (ومنه) الحصن بالكسر وهو كلّ مكان محميّ محرز لا يتوصّل إلى ما في جوفه وبه سمّي والد عيينة بن حصن الفزاريّ وكنّاز بن حصن الغنويّ (وبتصغيره) سمّي حصين بن عبد الله في حديث القرطاس (وحضين) تصحيف وأمّا سفيان بن حصين كما ذكر خواهر زاده في حديث صوم التّطوّع وقال ضعّفه الشّافعيّ رحمهالله فالصّواب سفيان بن حسين بالسّين كما ذكر في تاريخ البخاريّ وهو مؤدّب المهديّ ، وقال صاحب الجرح عن يحيى بن معين هو ثقة وعن والده هو صالح الحديث يكتب حديثه ولا يحتجّ به وقد حصن المكان حصانة فهو حصين (وبه) كنّي أبو حصين عثمان بن عاصم بن الحصين الأسديّ عن ابن عبّاس وابن الزّبير والنّخعيّ وعنه الثّوريّ وشعبة وشريك وضمّ الحاء تحريف عن ابن ماكولا وغيره وفي نسخة سماعي من السّير ومتن الأحاديث أبو الحصين عن الشّعبيّ وعنه الثّوريّ وهو في باب مبعث السّرايا وحصّنه صاحبه (وأحصنه) (ومنه) لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ أي لتمنعكم وتحرزكم وإنّما قيل للعفّة حصن لأنّها تحصن من الرّبية (وامرأة حاصن وحصان) بالفتح وقد أحصنت إذا عفّت وأحصنها زوجها إذا عفّها فهي محصنة بالفتح وأحصنت فرجها فهي محصنة بالكسر وأريد بالمحصنات ذوات الأزواج في قوله تعالى : وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ والحرائر في قوله تعالى وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ والعفائف في قوله تعالى وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعني الكتابيّات وشرائط الإحصان في باب الرّجم عند أبي حنيفة رحمهالله ستّة الإسلام والحرّيّة والعقل والبلوغ والتّزوّج بنكاح صحيح والدّخول وفي باب القذف الأربع الأول والعفّة (والحصان) بالكسر الذّكر من الخيل إمّا لأنّ ظهره كالحصن لراكبه (ومنه) أنّ الحصون الخيل لا مدر القرى وإمّا لأنّ ماءه محصن محرز يضنّ به فلا ينزي إلّا على حجر كريمة والجمع بضمّتين حصن (في الحديث) (من أحصاها دخل الجنّة) أي من ضبطها علما وإيمانا بيع الحصاة في (ن ب). [المغرب : الحاء مع الصاد].