الأمر بالمعروف (١)
يعبر عن كل شيء بالأمر ، وأصله في اللغة : الظهور ، ومنه قيل للعلامة : أمارة ؛ لظهورها ، والإمرة ؛ لظهور أمرها ، والأمير ظاهر الأمر على ما يعلم ، وأمر الشيء إذا كثر ، ومع الكثرة ظهور الشأن.
والمعروف كله : ما تقبله النفس وتحبه ، والمنكر كل ما تكرهه وترده.
وأصل العرفان والمعروف واحد ؛ وهو الطمأنينة والسكون ، وذلك أنك إذا عرفت الشيء سكنت إليه إن كان محبوبا ، وإن كان مكروها عملت في إزالته لتسكن.
والعرف الريح الطيبة ؛ لأن النفس تسكن إليها.
والعرف الصبر ؛ لأنه يعقب ما يسكن معه ، ورجل عروف : صبور ، والعرف والمعروف سواء ، والعرف ، عرف الدابة معروف.
__________________
(١) أمر : الأمر : نقيض النّهي ، والجميع الأمور. وائتمر الرّجل ائتمارا : استبدّ برأيه. ولا يأتمر رشدا : أي لا يأتيه. وأمرت فلانا أمره : أي أمرته بما ينبغي. وإنّه لأمور بالمعروف من قوم أمر.
والأمرة : البركة والنّماء. وامرأة أمرة : مباركة على زوجها.
وأمر الشّيء والقوم : كثروا ؛ أمارة وأمرا ؛ فهو أمر ، وكذلك إذا ولدت نعمهم. وآمرته : أكثرته ؛ وأمرته : مثله. وما لهم أمارة كثيرة. وزرع إمّر : كثير ؛ وإمر بالتّخفيف ؛ وأمر بوزن كبد. و" في وجه مالك تعرف أمرته" : أي زيادته وخيره ، وفي الدّعاء إذا أرادوا بالرّجل خيرا : ألقى الله في مالك الأمرة. وأمره ماله فهو مأمور وآمره فهو مؤمر : أي كثّره. وفي الحديث : " خير المال سكّة مأبورة أو مهرة مأمورة" وهي الكثيرة النّتاج. ومثل : " من أمر فلّ" أي من كثر غلب.
والأمرة بناء كالرّابية ، والجميع الأمر. والإمرة : الإمارة ، وأمير مؤمّر ، وأمر علينا فلان : ولي ، ولك عليّ أمرة مطاعة. والأمار : الموعد. والأمارة : العلامة ، والأمرة : مثله. وأمر أمرة وأمارة : أي صيّر علما ، وأمّر تأميرا : مثله. والإمر : العجيب من الأمور. والإمّر : الصّغير من أولاد الضّأن ، والأنثى إمّرة.
وقيل : الإمّرة الرّجل الذي لا عقل له ولا رأي ، ومنه قول السّاجع :
إذا طلعت الشّعرى سفرا |
|
فلا ترسل فيها إمّرة ولا إمّرا |
وقيل : هو الأنثى من الحملان. وسنان مؤمّر : أي محدّد.
والمؤامرة : المشاورة ، آمرت الرّجل ، ومرني : أي أشر عليّ ، ومنه قوله عزوجل : "(إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ)".
والمئمرة : المشورة. والمؤتمر من أسماء الشّهور : المحرّم ، وجمعه مؤتمرات.
والآمر : اسم أوّل يوم من أيّام العجوز ، وسمّي بذلك لأنّه يأمر النّاس بالحذر منه. والمؤتمر : اليوم الثاني ؛ لأنّه يأتمر بالنّاس أي يؤذيهم ببرده. [المحيط في اللغة : ٢ / ٤٤٤].