المنسك (١)
أصل النسك : الذبح ، والنسيكة الذبيحة ، ثم كثر ذلك حتى قيل لكل عبادة نسك ، وكل عابد ناسك ، ومنه مناسك الحج.
والمنسك في القرآن على وجهين :
الأول : المراد به الذبائح ، وهو قوله : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) [سورة الحج آية : ٣٤] ، أي : جعلنا لكل أمة من الأمم التي بعث فيها الأنبياء ذبائح يتقربون بها إلى الله ، والشاهد قوله تعالى : (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) [سورة الحج آية : ٣٤] ، وأصل المنسك المصدر فعبر به عن الذبائح ، وفي قوله : (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) [سورة الحج آية : ٣٤] ، دليل على بطلان قول المجبرة إذا قالوا : أنه تعالى جعل للكفار منهم ذلك ليذكروا عليه اسم الأصنام.
الثاني : الضرب من العبادات ، وهو قوله : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) [سورة الحج آية : ٣٤] ، هم ناسكوه أي : جعلنا لكل أمة بعثنا فيها نبيا ضربا من العبادات والشرائع ، وقال بعضهم : المنسك الموضع الذي يجب أن يتعهد ، وقرئ منسكا أي : مكان نسك ، مثل المجلس لمكان الجلوس.
__________________
(١) (ن س ك): (نسك) لله تعالى نسكا ومنسكا إذا ذبح لوجهه (والنّسيكة) الذّبيحة (والمنسك) بالكسر الموضع الّذي يذبح فيه وقد تسمّى الذّبيحة نسكا يقال من فعل كذا فعليه نسك أي دم يهريقه بمكّة ثمّ قالوا لكلّ عبادة نسك (ومنه) إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي (والنّاسك) العابد الزّاهد (ومناسك) الحجّ عباداته وهذا من الخاصّ الّذي صار عامّا (وقوله) في أضاحيّ حمير الخوارزميّ (وليحدّ شفرته ويريح منسكه) الصّواب ويرح نسكه أو نسيكته على أنّ المذكور في الأصل ذبيحته والمعنى الحثّ على إسراع الذّبح وقيل المراد أن يؤخّر سلخه حتّى يبرد (انقطاع النّسل) في (ر س). [المغرب : النون مع السين المهملة].