المقام
المقام يكون مصدرا يقال : قام الرجل مقاما حسنا ، أي : قياما ، ويكون موضع القيام ويجمع مقامه ، ومنه : (مَقامِ إِبْراهِيمَ) [سورة البقرة آية : ١٢٥ ، آل عمران : ٩٧] ، وأصله من الاستواء ، قوم الشيء إذا سواه وأقام الوزن أي : عدله ، وقام الرجل لاستوائه منصبا ، ويقال : مقام ومقامة مثل مكان ومكانة هذا قول ، وقول آخر أن المكانة الطريقة ، ومنه قوله تعالى : (اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) [سورة الأنعام آية : ١٣٥] ، أي : على طريقتكم في الكفر والمقامة الجماعة ، قال زهير :
وفيهم مقاما حسّان وجوههم
والمقامة بالضم المجلس يوكل فيه ، والمقامة بالفتح المجلس يتحدث فيه ، والمقام الإقامة ، وفي قوله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) [سورة البقرة آية : ١٢٥] ، خلاف.
قال ابن عباس ، ومجاهد : يعني : الحج كله ، وروي عن مجاهد أيضا أنه قال : أي مصلى أو مدعى من صليت إذا دعوت.
وروي عن ابن عباس أيضا قال : هو المقام بعرفة ، وقال قتادة : هو الأمر بالصلاة عند المقام وإلى هذا ذهب أبو علي رضي الله عنه وقال : هو الحجر الذي فيه أثر قدم إبراهيم صلى الله عليه ، فأما المقام فالإقامة أقام إقامة ومقاما.
والمقام في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : قوله : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ)(١) [سورة الدخان آية : ٥١] ، قال : معناه مساكن أمن أهلها ، ومثله : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) [سورة الدخان آية : ٢٥ ـ ٢٦] ، يعني : مساكن حسانا ، وقيل : المقام الكريم المنابر.
__________________
(١) قال الرازي : اعلم أن المسكين إنما يطيب بشرطين أحدهما : أن يكون آمنا عن جميع ما يخاف ويحذر وهو المراد من قوله (فِي مَقامٍ أَمِينٍ) قرأ الجمهور في مقام بفتح الميم ، وقرأ نافع وابن عامر بضم الميم ، قال صاحب «الكشاف» المقام بفتح الميم هو موضع القيام ، والمراد المكان وهو من الخاص الذي جعل مستعملا