المفاتح (١)
قد ذكرنا أصل هذه الكلمة فيما تقدم ، وهو في القرآن على وجهين :
الأول : جمع مفتح ، وهو الذي يفتح به القفل وغيره ، قال الله : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) [سورة القصص آية : ٧٦] ، وقيل : المفاتح هاهنا الكنوز ، واحدها مفتح.
الثاني : قوله : (أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ) [سورة النور آية : ٦١] ، قال ابن عباس : أراد الرجل يوكل بضيعة الرجل فرخص له أن يأكل من ثمرتها أو مواشيه فرخص له أن يشرب من ألبانها.
وقال أبو علي : أراد الثبوت التي مفاتيحها بأيديكم وأنتم مؤتمنون عليها ، فجعل من الوجه الأول.
__________________
(١) [فتح] الفتح معروف ، وهو أيضا افتتاح دار الحرب. والفتح أن تحكم بين قوم يختصمون إليك ، من قوله عزوجل" رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا". وقوله" إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ" أي تستنصروا فقد جاءكم النّصر. والفتّاح الحاكم. والفتاحة والفتاحة المحاكمة. والفتحة تفتّح الإنسان بما عنده من مال. وفواتح القرآن أوائل السّور. وافتتاح الصّلاة التّكبيرة الأولى. وباب فتح واسع ، ومفتوح. وقارورة فتح لا صمام لها. والمفتح الخزانة ؛ ويقال مفتح أيضا ، والجميع المفاتح. وقيل هي الكنوز. وفاتحة الكتاب الحمد لله. وقال الفرّاء يدعى مجرى السّنخ من القدح الفتح ، وجمعه فتوح. وناقة فتوح وهي التي تشخب أخلافها إذا مشت. ويسمّى مطر الوسميّ الفتح ، والجميع الفتوح لأنّه يفتتح الشّهر بالمطر. والفتاح مخر الأرض ثمّ حرثها. وفاتح كاشف. وقوله فاتح البيع تاجره أي باشره ، وقال أبو سعيد أشطّ في السّوم. والمفتاح سمة بالفخذ والعنق. [المحيط في اللغة : ١ / ٢١٥].