النفس (١)
النفس الدم ، ومنه قيل : النفساء سيلان الدم منها ، وقال السموأل :
تسيل على حد السيوف نفوسنا |
|
وليست على غير السيوف تسيل |
ثم سميت الروح نفسا ؛ لأن الإنسان يعيش بها كما يعيش بالدم ، وأما النفس فالسعة ، وفي الحديث الريح من نفس الله أي : من سعة رحمته على عبادة ، ومنه قولهم : فلان في نفس من أمره ، أي : في سعة ، ومنه قوله : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) [سورة التكوير آية : ١٨] ، إذا اتسع ضوءه ، وكل هذا يرجع إلى النفاسة ، وهي أصل الكلمة وأولها.
والنفس في القرآن على ستة أوجه :
الأول : ذكر النفس ، والمعنى لحملة الإنسان ، قال الله : (وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) [سورة ق آية : ١٦] ، أي : يتوسوس به هو ، وهذا مثل قولهم : كسبت يده ورأت عينه.
والمعنى أنه كسب هو ورأى ، ومثله : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ) [سورة يوسف آية : ٥٣] ، أي : ما أبرءوني ، ونفس الشيء حقيقته يقال : هلكت نفس زيد ، أي : هلك هو ، وعلى هذا فسر قوله : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) [سورة المائدة آية : ١١٦] ، أي : تعلم ما أعلم ، ولا أعلم ما تعلم.
__________________
(١) (ن ف س): (النّفاس) مصدر نفست المرأة بضمّ النّون وفتحها إذا ولدت فهي نفساء وهنّ نفاس (وقول) أبي بكر رضي الله عنه إنّ أسماء نفست أي حاضت والضّمّ فيه خطأ وكلّ هذا من النّفس وهي الدّم في قول النّخعيّ كلّ شيء ليست له (نفس سائلة) فإنّه لا ينجّس الماء إذا مات فيه وإنّما سمّي بذلك لأنّ النّفس الّتي هي اسم لجملة الحيوان قوامها الدّم (وقولهم) النّفاس هو الدّم الخارج عقيب الولد تسمية بالمصدر كالحيض سواء وأمّا اشتقاقه من تنفّس الرّحم أو خروج النّفس بمعنى الولد فليس بذاك لأنّ النّفس الّتي بفتحتين واحد الأنفاس وهو ما يخرج من الحيّ حال التّنفّس ومنه لك في هذا (نفس) أي سعة (ونفسه) أي مهلة (ونفّس الله كربتك) أي فرّجها ويقال (نفّس الله عنه) إذا فرّج عنه (ونفّس عنه) إذا أمهله على ترك المفعول (وأمّا قوله) في كتاب الإقرار لو قال نفّسني فعلى تضمين معنى أمهلني أو على حذف المضاف أي نفّس كربي أو غمّي (وشيء نفيس ومنفس). [المغرب : النون مع الفاء].