النجم (١)
أصل النجم الطلوع ، نجم القرآن إذا طلع ، وسمي النجم نجما لطلوعه ، والنجم من النبات ما ليس له ساق تبقى في الصيف ، والشجر ما له ساق يبقى في الصيف ، وأصل الكلمة الظهور والبروز ، ومنه أنجم السحاب إذا أقلع فظهر أديم السماء ومنجما الفرس ، العظمان الناتيان دون العرقوبين ، وسميا بذلك لظهورهما.
والنجم في القرآن على وجهين :
الأول : الكوكب ، قال الله : (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [سورة الطارق آية : ٣] ، والثاقب المضيء مأخوذ من ثقوب النار ، وهو ضوءها ، وقيل : ثاقب كأنه يثقب الأفق ؛ فيطلع ، وقوله : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [سورة النحل آية : ١٦] ، والعلامات الجبال والرمال والروابي ، وما شاكل ذلك ، وقوله : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) [سورة الواقعة آية : ٧٥] ، أي : أقسم برب مواقع النجوم ؛ وهي مساقطها في المغرب ، ومنه : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [سورة الحديد آية : ٢٩] ، معناه لأن لا يعلموا ولا يدخل في هذا الموضوع توكيدا ؛ كأنه قال : أقسم قسما بعد قسم ولأن لا يعلم أهل الكتاب علما بعد علم ، هذا قول وأجود منه أن يقال : لا يأتيه ، والمعنى أن الأمر الذي ذكره أمر ظاهر ثابت في العقول ؛ إلا أحتاج أن أقسم عليه ، وسنتكلم في قوله : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [سورة الحديد آية : ٢٩] ، وقيل : (وَبِالنَّجْمِ) [سورة النحل آية : ١٦] ، أي : وبالنجوم هم يهتدون ، ويجوز أن يكون أراد الثريا ، واسمها عند العرب النجم ، وربما قالوا لها : النظم قال بعض المفسرين : أراد نجوم القرآن ، وذلك أنه كان تنزل الآية ، والإتيان.
__________________
(١) (ن ج م): (النّجم) هو الطّالع ثمّ سمّي به الوقت ومنه قول الشّافعيّ رحمهالله أقلّ (التّأجيل) نجمان أي شهران ثمّ سمّي به ما يؤدّى فيه من الوظيفة (ومنه) حديث عمر رضي الله عنه أنّه حطّ من مكاتب له أوّل نجم حلّ عليه أي أوّل وظيفة من وظائف بدل المكاتبة ثمّ اشتقّوا منه فقالوا نجّم الدّية أدّاها نجوما ومنه قوله (التّنجيم) ليس بشرط ودين (منجّم) جعل نجوما وأصل هذا من نجوم الأنواء لأنّهم كانوا لا يعرفون الحساب وإنّما يحفظون أوقات السّنة بالأنواء (والنّجم) خلاف الشّجر. [المغرب : النون مع الجيم].