النشوز (١)
أصل النشوز الارتفاع ، والنشز الأرض المرتفع ، وقرئ : (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها) [سورة البقرة آية : ٢٥٩] أي : ترفع بعضها على بعض حتى تستوي القامة ، فكأن المرأة إذا نشزت عن زوجها كأنها ارتفعت عنه ، فلم ينلها الزوج.
والنشوز في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : نشوز المرأة على زوجها ، وهو عصيانها له ، قال : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ) [سورة النساء آية : ٣٤] وقد تكلمنا في هذه الآية.
الثاني : الأثرة ، قال الله : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) [سورة النساء آية : ١٢٨] وهو أن يؤثر عليها غيرها من نسائه يقول : لا إثم عليها أن يتصالحا على أمر يتفقان عليه مثل أن يصطلحا على إيثار غيرها عليه ولا يفترقا : (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) [سورة النساء آية : ١٢٨] أي : المرأة تشح على نصيبها من زوجها ، ويشح الزوج بنصيبه من الأخرى.
قال أبو علي رحمهالله : الصلح أن تدفع المرأة إلى زوجها شيئا ترضاه به وله أن يأخذ ذلك إذا لم يكن في الأصل ظالما لها.
وقال غيره : أراد الاصطلاح على مال يدفعه الرجل إلى امرأته الكبيرة ليترك حظها منه للشابة.
وقال غيره : أراد النشوز إذا وقع من الرجل استكثارا للصداق فلا جناح عليهما أن يصطلحا على بعضه ، وقيل : هي المرأة يكرهها الرجل فتقول : لا تطلقني وأنت في حل من أمري.
__________________
(١) (ن ش ز): (النّشز) بالحركة والسّكون المكان المرتفع والجمع نشوز وأنشاز وقوله لو كان على موضع (نشز) ضعيف سواء وصفت أو أضفت ومنه رأى قبورا مسنّمة (ناشزة) أي مرتفعة من الأرض ومنه (نشزت المرأة) على زوجها فهي ناشزة إذا استعصت عليه وأبغضته وعن الزّجّاج (النّشوز) يكون من الزّوجين وهو كراهة كلّ واحد منهما صاحبه. [المغرب : النون مع الشين].