الباب التاسع والعشرون
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله ياء
اليسير (١)
أصل اليسير السهولة ونقيضه العسير وهو الصعوبة ، واليسار الغني ؛ لأن صاحبه في سهولة من العيش والفقر العسر ؛ لأن صاحبه في صعوبة ، وياسرت الرجل ساهلته ، واليد اليسرى ؛ لأنها لا تعاني ما تعانيه اليمنى ، وكأن اليمنى في صعوبة واليسرى في سهولة ، أو لأن الذمي والطعن والضرب على اليسار أسهل منها على اليمين وإن كانت باليسار أصعب وميسور الأمر ما ينسهل منه ومعسور ما يتصعب ويكون الميسور المصدر مثل المعقول ، وهو بمعنى اليسر سواء.
وجاء اليسير في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : مجيئه بمعنى الهين ، قال تعالى : (إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) [سورة الحج آية : ٧٠].
الثاني : قوله : (ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً) [سورة الفرقان آية : ٤٦] قالوا : يعني : خفيا ، ويجوز أن يكون معناه السهولة ، أي : قبضا سهلا لا صعوبة فيه علينا.
الثالث : قوله تعالى : (كَيْلٌ يَسِيرٌ) [سورة يوسف آية : ٦٥] قالوا : معناه سريع.
__________________
(١) (ي س ر): (اليسر) خلاف العسر وبتصغيره سمّي والد سليمان بن يسير في كتاب الصّرف وروي أسير وبشير تصحيف (واليسار) اسم من أيسر إيسارا إذا استغنى (وبه) سمّي والد معقل بن يسار أخو عطاء بن يسار المزنيّ الّذي نزل فيه وَلا تَعْضُلُوهُنَّ وسليمان بن يسار من فقهاء المدينة والتّيسير التّسهيل (ومنه) قوله في الدّعوى ليست بمهيّأة أو بميسّرة ومصيّرة ركيك وبغير الهاء (الميسّر) الزّماورد وهو الّذي يقال له بالفارسيّة نواله كأنّه مولّد وإنّما سمّي به لأنّ اتّخاذه سهل ميسّر وعليه مسألة الواقعات حلف لا يأكل بسرا فأكل ميسّرا (واليسار واليسرى) خلاف اليمين واليمنى ومنه رجل (أعسر يسر) يعمل بكلتا يديه وبه كنّي أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاريّ ممّن شهد بدرا وأخوه الحباب بن عمرو (والميسر) قمار العرب بالأزلام وتفسيره في المعرب. [المغرب : الياء مع السين].