الاستغفار (١)
أصله في اللغة الستر ، ومنه قيل : للكمة من الزرد مغفر ؛ لأنها تستر الرأس ، وقد غفرت الشيء سترته ، وفي الحديث عن عمر رضي الله عنه" حصنوا المسجد فإنه أغفر للنخامة" وفي هذا جواز التنخم [في المسجد].
والغفر منزل من منازل القمر ، وذلك أن القمر إذا نزل به ستره بضوئه.
والغفر أيضا النكس في المرض ؛ لأنه يحول بين صاحبه وبين العافية فكأنه سترها عنه.
والغفارة من الشعر الضفيرة ، عن أبي مالك ؛ لأنها تستر ما تحتها ، وقال غيره : الغفارة خرقة حمراء تشد على العمائم ، والجمع غفائر وهذا أصح.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : التوبة ، قال : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً) [سورة نوح آية ١٠]. أي : توبوا إليه ، وجعل الاستغفار التوبة ؛ لأن في التوبة الاستغفار.
والتوبة على الحقيقة : هي الندم على ما مضى والعزم على ترك مثله في المستقبل ، ولو قلت : إن الندم توبة. لم تقرنه بشيء آخر صح ؛ لأنه لا يجوز أن يندم على ما فات وهو يعزم
__________________
(١) غفر : المغفر : وقاية للراس. وغفر الثّوب إذا ثار زئبره غفرا.
والغفارة : المغفر ، ومغفر البيضة : رفرفها من حلق الحديد قال الأعشى.
والشطبة القوداء تط |
|
فر بالمدجج ذي الغفار |
والغفارة : خرقة تضعها المرأة للدّهن على هامتها.
والغفارة : خرقة تلفّ على سية القوس لتلفّ فوقها إطنابة القوس ، وهو سيره الذي يشد به ، وحبل يسمى رأسه غفارة. واصل الغفر التّغطية.
والمغفور : دود يخرج من العرفط حلو يضيح بالماء فيشرب. وصمغ الإجاصة مغفور. وخرجوا يتمغفرون أي يطلبون المغافير.
والغفارة : الربابة التي تغفر الغمام عليك أي تغطّيه لأنّها تحت الغيث ، فهي تستره عنك. وجاء القوم جماء الغفير أي بلفهم ولفيفهم والغفر : ولد الأروية ، قال ذو الرمة :
وفجّ أبة أن يسلك الغفر بينه |
|
سلكت قرانى من قراسية سمرا |
والمغفر : الأرويّة ، ويقال لها : أمّ غفر. والغفر من منازل القمر.
والله الغفور الغفار يغفر الذنوب مغفرة وغفرانا وغفرا. [العين : باب الغين والراء والباء].