تعالى : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) [سورة الروم آية ١ ـ ٣]. يعني : أرض الشام ، وقوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها) [سورة الأنبياء آية ٧١]. أي : أرض الشام.
الثالث : أرض المدينة خاصة ، قال الله : (إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) [سورة العنكبوت آية ٥٦]. يأمرهم بالهجرة إليها ، ثم فيه دلالة على أن من لا يمكنه عبادة الله في أرض فينبغي أن ينتقل عنها إلى حيث يمكنه ذلك.
والمراد على هذا التأويل أن أرض مكة تسعكم لا تجدون فيها ما تجدون في غيرها من المعاشر فانتقلوا إليها ، ويجوز أن يكون المعنى أن الطرق غير مسدودة عليكم فاخرجوا إلى حيث تتمكنون من عبادة ربكم. ومثله قوله تعالى : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها) [سورة النساء آية ٩٧]. قالوا : يعني : أرض المدينة. وقال : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ) [سورة الإسراء آية ٧٦]. وقال : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً) [سورة النساء آية ١٠٠]. أي : مذهبا واسعا ، مأخوذ من الرغام ، والمراغمة أيضا المغايظة والمناغضة ، وأصله من الرغام وهو التراب. ويقال : راغمته إذا هاجرته وعاديته ولم لا تبال رغم أنفه أم لا.
الرابع : أرض مكة ، قال الله تعالى : (قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) [سورة النساء آية ٩٧]. يعني : أرض مكة ، : (قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً) [سورة النساء آية ٩٧]. أي : أليس في أرض المدينة متسع ومحتمل ، فليس لكم عذر في المقام بمكة على ذل وهوان.
الخامس : الأرض التي تفتح لأهل الإسلام ، قال الله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) [سورة الرعد آية ٤١]. أي : أولم تروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما يبين لهم صدق الدعوة ، وذلك أنه كان أخبره بفتحها عليهم ، ففتحها كان بعض