المعجزات ، وقيل : (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)(١) موت أهلها وبنقص ثمارها ، وقيل : موت العلماء والأول الوجه.
السادس : أرض مصر خاصة ، وهو قوله : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ) [سورة يوسف آية ٥٥]. وإنما طلب ذلك نظرا للناس ليوسع عليهم وينصفهم في القسمة ، وقوله : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ) [سورة يوسف آية ٥٦]. وقال : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ) [سورة يوسف آية ٨٠]. وقال : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ) [سورة القصص آية ٤] وقال : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) [سورة القصص آية ٥]. وقوله : (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) [سورة غافر آية ٢٦]. المعنى بهذا كله : أرض مصر. وكذلك قوله : (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) [سورة الأعراف آية ١٢٨]. ويجوز أن يكون المعنى في هذا جميع الأرض المسكونة.
السابع : أرض الإسلام ، قال الله تعالى : (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) [سورة المائدة آية : ٣٣] قال أهل التفسير : يقاتلون حيث توجهوا من الأرض ولا يتركون فارين في شيء من أرض المسلمين ، وقيل : معناه أن دمائهم مباحة فمن يقتلهم لم يؤخذ بهم ، ويقال : نفيت الشيء نفيا ، والنفاية ما ينفى مثل : النحاتة والبراية.
الثامن : جميع الأرضين ، قال الله : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) [سورة هود آية : ٦] ، وقال : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ) [سورة
__________________
(١) قال الشوكاني : (أَوَلَمْ يَرَوْا) يعني أهل مكة ، والاستفهام للإنكار ، أي : (أولم ينظروا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) أي : نأتي أرض الكفر كمكة ننقصها من أطرافها بالفتوح على المسلمين منها شيئا فشيئا. قال الزجاج : أعلم الله أن بيان ما وعد المشركين من قهرهم قد ظهر ، يقول : أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم ، فكيف لا يعتبرون؟ وقيل : إن معنى الآية : موت العلماء والصلحاء. قال القشيري : وعلى هذا فالأطراف الأشراف. وقد قال ابن الأعرابي : الطرف الرجل الكريم. قال القرطبي : وهذا القول بعيد ؛ لأن مقصود الآية : أنا أريناهم النقصان في أمرهم ليعلموا أن تأخير العقاب عنهم ليس عن عجز إلّا أن يحمل على موت أحبار اليهود والنصارى. وقيل : المراد من الآية خراب الأرض المعمورة حتى يكون العمران في ناحية منها. وقيل : المراد بالآية هلاك من هلك من الأمم. وقيل : المراد نقص ثمرات الأرض. وقيل : المراد جور ولاتها حتى تنقص. [فتح القدير : ٤ / ١٢٣].